تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبرئاسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، انطلقت أمس بالرياض، فعاليات "مبادرة مستقبل الاستثمار"، التي ينظمها صندوق الاستثمارات العامة، ويشارك فيها عشرات الشركات العالمية من بينها 25 شركة وبنكاً استثمارياً من الولاياتالمتحدة، الاقتصاد العالمي الأكبر، وقرابة 300 متحدث من صناع القرار والمستثمرين والخبراء يمثلون أكثر من 30 دولة. وأكد محافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر بن عثمان الرميان في كلمة الافتتاحية لمؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" أن المبادرة ستتحول لمؤسسة دائمة وكيان مستقل لاستكمال التعاون ولن يقتصر على كونه مؤتمرا فقط، وأن هناك ثلاث ركائز مهمة وهي (الاستدامة، التقنية، وتطوير المجتمعات المتطورة). وأضاف الرميان أن ملتقى مستقبل الاستثمار سيكون مكانًا للتعاون المستمر ومركزا للفكر العالمي. من جانب آخر ناقشت أولى جلسات مبادرة مستقبل الاستثمار في نسختها الثالثة مستقبل الاقتصاد العالمي وحملت عنوان "العقد القادم: كيف يمكن لعصر جديد من الطموحات الاقتصادية، أن يصوغ مستقبل الاقتصاد العالمي"، حيث تناول خلالها المشاركون السبل المتنوعة لتعزيز النمو في خضم حالة الشك المتصاعدة في الاقتصاد العالمي خلال السنوات العشر القادمة. واستضافت الجلسة في الجزء الأول الذي حمل عنوان "آراء من الولاياتالمتحدة الأميركية وأوروبا"، كلاً من محافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر بن عثمان الرميان، والمؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في شركة بريدج ووتر أسوشيتس في الولاياتالمتحدة الأميركية راي داليو، والرئيس التنفيذي لمجموعة إتش إس بي سي القابضة في المملكة المتحدة نويل كين، والرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك في مجموعة بلاك ستون في الولاياتالمتحدة الأميركية ستيفن شوارتسمان، والرئيس ومدير العمليات في مجموعة غولدمان ساكس في الولاياتالمتحدة الأميركية جون والدرون. وأكد الرميان خلال الجلسة أهمية التكيف، الذي يوجد الاستقرار، مشيراً إلى أن صندوق الاستثمارات العامة يقوم باستثمارات ذات تأثير، في عدد من المجالات منها: الإسكان، الرعاية الصحية، الطاقة المتجددة، والعديد من القطاعات الأخرى، ويمكن لهذه الاستثمارات الكبيرة أن تحقق الأمان الاقتصادي. بدوره أوضح راي داليو أن هناك عدة عوامل ستؤثر في الاقتصاد العالمي خلال السنوات العشر القادمة، منها التكنولوجيا، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والصراع بين الرأسمالية والاشتراكية، والتغير المناخي. من جانبه بين جون والدرون أن العلاقات مع العميل قد تغيرت على مدار الأعوام الماضية، فقد تحول التركيز على الإنفاق الرأسمالي من المجالات التقليدية إلى مزيد من مجالات الابتكار والحوسبة، والذكاء الاصطناعي، مضيفاً أن الجانب المالي لدى الحكومات متأخر عن قدرة قطاع الأعمال على الابتكار. فيما تناول نويل كين الصناعة، حيث أوضح أن أجزاء من الصناعة تتغير بشكل كبير من خلال استخدام التكنولوجيا، مشدداً على أن التكنولوجيا تغير السوق، ويتعين على الشركات التكيف لكي تستمر. في حين أوضح ستيفن شوارتسمان أن الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي أسهمتا في صعوبة إدارة الشركات، كونها تؤثر على الرأي العام؛ وهذا أحد التحديات القادمة. واستضافت الجلسة في جزئها الثاني الذي جاء بعنوان: "آراء من الشرق الأوسط وآسيا"، كلاً من محافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر بن عثمان الرميان، والرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب في شركة مبادلة للاستثمار في الإمارات العربية المتحدة خلدون خليفة المبارك، والرئيس التنفيذي في الصندوق الروسي للاستثمار المباشر كيريل ديمترييف، ورئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في شركة ريليانس إندستريز المحدودة في الهند موكيش أمباني. وأشار الرميان إلى أن هناك منظورا طويل الأجل، لقيادة التغيرات بين الاستثمارات والصناديق السيادية والاستثمارية والشركات، حاثاً هذه الأطراف لتكون قوة لا تقتصر في مجالي الاقتصاد والمال. وقال معاليه: "نسعى إلى إيجاد وظائف ونمو ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي وكل العوامل الاقتصادية التي تعود بالفائدة على المجتمع وتحقق جميع هذه الأهداف"، مؤكداً أن هناك عدداً من العناصر تؤثر بشكل سلبي أو إيجابي، مثل الحرب التجارية؛ فهي عامل كبير لا يقتصر تأثيره على البلدين، وإنما يمتد إلى العالم أجمع. وفي حديث معاليه حول شركة "أرامكو السعودية"، أفاد بحصول الشركة على المزيد من المؤسسات المساهمة مستقبلًا، لافتاً النظر إلى أن فصل أرامكو عن وزارة الطاقة كان لمنع تضارب المصالح. من جهته بين خليفة المبارك العضو المنتدب في "مبادلة"، أن الاقتصاد شهد خلال ال 15 عاماً ماضية العديد من التغيرات، متوقعاً أن يكون المستقبل على هذه الحالة؛ وهذا لا يعني أن يكون جيداً أو سيئاً، منوهاً بقوة وانتشار التكنولوجيا التي ستجعل من المستحيل التنبؤ بما سيحصل في المستقبل. بدوره أثنى ديمترييف على ما تقوم به المملكة من إصلاحات اقتصادية، منها الاكتتاب العام المقبل في شركة أرامكو السعودية، معرباً عن تفاؤله بخصوص المستقبل العالمي للاقتصاد كون الصناديق السيادية مفيدة وبشكل خاص في المضي قدماً لأنها تخطط إلى آفاق أبعد، وتمتلك رؤوس أموال ضخمة. من جهته قال لاري فينك الرئيس التنفيذي ل "بلاك روك": إننا نرى تغييرات إيجابية في اقتصادات الأسواق الناشئة بما في ذلك السعودية، مبينا أن الشركات التي تعمل مع الشباب والعملاء وأفراد المجتمع ستكون قادرة على تحقيق الاستدامة في أرباحها. وأضاف فينك، أثناء حديثه على هامش مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، أن العولمة رفعت الكثير من البشر إلى معايير أعلى للمعيشة، وهناك حاجة إلى أن يكون لدينا الكثير من الرأسمالية الحصرية، مبيناً أن هدف الشركة يساوي الربحية، مؤكدًا أن الشركة التي تركز على جميع أصحاب المصلحة وعلى موظفيها وعلى احتياجات العملاء وعلى العمولة يتطلب منها أن تعمل على تشكيل حلقات وصل مع المجتمع. من جانب آخر أكد نائب رئيس مجلس إدارة (سابك) الرئيس التنفيذي يوسف بن عبدالله البنيان أن الابتكار والتعاون بين قطاعات الأعمال أمران أساسيان لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وذكر البنيان أنه أوضح من قبل أن هناك قوى مؤثرة ستعيد تشكيل المشهد العام بالنسبة للصناعة، والزبائن، والعالم، ما يهيئ فرصًا مهمة لبناء المشاركات وتقديم الحلول المبتكرة التي تواكب هذه التغيرات. وكانت (سابك) قد أطلقت حديثاً مبادرة تروسيركل.. التي تجمع بين التقنيات الحديثة ومواد الشركة المبتكرة الداعمة للاقتصاد الدائري، وتسعى إلى الوصول إلى شركاء جدد لتلبية أحد أكثر تحديات الاستدامة إلحاحًا وهو الحد من النفايات البلاستيكية المختلطة، ويشمل برنامج المبادرة البوليمرات الحيوية المتجددة، والبوليمرات المعاد تدويرها ميكانيكيًا، ومنتجات (سابك) الرئيسة من البوليمرات المعتمدة الداعمة للاقتصاد الدائري، التي يتم تصنيعها من خلال إعادة التدوير الكيميائي للنفايات البلاستيكية المختلطة. الجلسة الأولى لمنتدى العقد القادم: كيف يمكن لعصر جديد من الطموحات الاقتصادية أن يصيغ مستقبل الاقتصاد العالمي؟ حضور لافت من داخل وخارج المملكة للمبادرة