مع كل حدث وإنجاز ومحفل ثقافي أو فني في المملكة، اعتدنا على خروج فئة مهمتها الانتقاد والتقليل من المجهود المبذول رغم أنه مجهود عالمي يشهد له الجميع، إما اعتراضاً على الفكرة، أو أسماء المدعوين، أو أسماء المكرمين، وهكذا. في حفل تكريم صناع الترفيه الذي أُقامته هيئة الترفيه بحضور كل نجوم الوطن العربي والعالم، شاهدنا نجومنا الذين عانوا الأمرين للصمود من أجل حلم كاد أن يُصنف مستحيلاً في يوم ما، يعودون للصبا من جديد، يعيشون أياماً كانوا يحلمون بها، عادوا إليها أكثر حماساً وشباباً، كما شاهدناهم في المقاطع المنتشرة لليلة الاحتفال، في مقدمتهم ناصر القصبي وعبدالله السدحان، كونهما كانا الأكثر تمسكاً بالبقاء وقتما هاجر البقية لأقرب مساحة حرية إبداع ممكنة. ناصر القصبي عبر الفيديوهات المنتشرة بدا سعيداً للغاية، شعرنا وكأنه عاد للثلاثين في ليلة غنى فيها الإبداع ورقصت فيها الفخامة، ليلة فنية، من ألف ليلة وليلة. بعد الحفل بساعات قليلة، ورغم أن العالم كان في قبضة الرياض، إلا أن البعض لم يستطع أن يصفق لأنه لم يعتد على ذلك، فبدأ في انتقاد لبس هذه، أو دعوة هذا، أو تكريم هؤلاء، أما البعض الآخر فلجأ للتقليل من حجم الفكرة، وفخامة التنفيذ، وسرعة الإنجاز، وبدلاً من أن يتحول الترند الأول في السعودية للحديث عن الحفل الذي كنا لا نجرؤ يوماً على مجرد تخيل حدوثه هنا، استقطب الترند عناوين غريبة، وتغريدات أغرب. في حين تحول الحفل إلى ترند حول العالم، الذي احتفى بحفلنا بينما انشغلنا عن ذلك بمحاولة العثور على أي زلة! عدد كبير من نجوم العالم المكرمين في ليلة صناع الترفيه غادروا على أمل العودة قريباً، بعدما كنا نحن من يأمل مرورهم ولو لمرة من هنا، اليوم هم من يتمنون العودة إلى ديارنا العظيمة، المليئة بالحياة والعراقة والإبداع، والأهم من كل ذلك.. الفن. يبقى الرواد في الإعلام والفن السعودي، أن يكسروا حاجز الصمت بينهم وبين المنظمين في هيئة الترفيه أو وزارتي الثقافة والإعلام، ويبادروا بالسلام والتذكير، أن يتواجدوا حتى وإن لم يتم تكريمهم، أن يفرضوا تاريخهم على الجيل المتعطش من صناع الحدث الإعلامي والثقافي هنا، فالأمر ليس بتاريخ جديد يُبنى على أنقاض التاريخ القديم، بل صرح يمتد على أمجاد الصروح السابقة ويكملها.