أصبح الأمن السيبراني في المملكة مجالاً لامعاً لما يقدمه من بيئة أكثر أماناً وأقل خطراً على جميع المستويات والأصعدة. فقد عنى الأمن السيبراني بالعمل على أن يكون بمثابة الدرع المنيع لحماية وتنظيم الفضاء السيبراني للمملكة على مستوى كل القطاعات العامة منها والخاصة. ويقع على عاتقه تحقيق عدد من الأهداف تشمل حماية مصالح المملكة الحيوية وأمنها الوطني والبنى التحتية الحساسة فيها واتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية المواطنين والمستهلكين على حدِ سواء من المخاطر المحتملة لاستخدام الإنترنت في مجالات مختلفة والحفاظ على سلامة البيانات بشكل مستمر وتحقيق سرية المعلومات وخصوصيتها بالإضافة إلى حماية جميع الأنظمة التشغيلية من أي محاولات للدخول غير المسموح به لأهداف غير سليمة. ويزداد دور الأمن السيبراني أهمية وذلك لما سعت إليه المملكة في تنفيذ خطة التحول الرقمي التي تساعد بدورها على دفع عجلة التطور والتقدم وتحقيق أهداف رؤية 2030 لتكون بين مصاف الدول المتطورة رقمياً. وبدأت المملكة منذ وضع رؤيتها بالعمل على تفعيل التحول الرقمي بمختلف مجالاته وعلى سبيل الذكر لا الحصر فقد قامت بتأسيس التعليم الرقمي من خلال بناء بوابة المستقبل والفصول الدراسية اللاسلكية بالإضافة إلى إعداد خطط استراتيجية رقمية لقطاع الصحة وتطوير النظام البيئي المتكامل للتجارة الإلكترونية وبناء المدن الذكية بدءا من مدينة مكةالمكرمة ومنها إلى باقي مدن المملكة حسب جاهزيتها والعديد من الأهداف والاعمال في مختلف القطاعات وقد بدأت هذه الأهداف تزهر بثمارها ففي التقرير النصف سنوي الذي أطلقته اللجنة الوطنية للتحول الرقمي وصل مؤشر النضج للخدمات الحكومية إلى أكثر من 73 % لهذا العام وذلك يعيدنا إلى أهمية الأمن السيبراني نظراً لما تحمله ظروف المملكة من تطور هائل في الخدمات الإلكترونية في جميع هذه المجالات فهو السلاح الاستراتيجي الذي يعزز التحولات الرقمية التي تبنتها الحكومات والقطاعات الخاصة في المملكة وله مساهمة كبيره في تسريع تحقيق الرؤية من خلال سن التشريعات والسياسات والضوابط الأمنية والحفاظ على المقدرات المهمة بالبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات وضمان توفر استمرارية عمل نظم المعلومات سعياً منها في تحقيق الثقة وحماية الحقوق وتحفيز المجتمع ليكون مجتمعاً رقمياً أمناً ومتطوراً. * ماجستير في أمن المعلومات، عضو جمعية (حماية)