في بلاد يسودها العز والرخاء، وأرض مباركة تعلوها راية التوحيد والبناء، تجسدت بين صفحات تاريخها بطولاتُ ونماء، ونقشت على أيامها قصص نستلهم منها الشجاعة والإقدام، لنعيش اليوم احتفاء وطننا الغالي في ذكرى توحيد البلاد على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه-. في حين تمضي السنون، نقف اليوم في شموخ وكبرياء، لنحتفي باليوم الوطني التاسع والثمانين، رافعين "شعار الهمة حتى القمة"، ونسير معًا نحو تحقيق طموح رؤيتنا لنعانق عنان السماء؛ سعيًا إلى رفع راية بلادنا خفاقة. وفي يومنا الوطني، نعيش فرحة عارمة ليوم الفخر والتوحيد، نسطر فيها ذكريات الفارس القائد، الملك المؤسس، الذي استطاع بفضل الله وتوفيقه، ثم بما يتمتع به من حكمة وحنكة أن يغير مجرى التاريخ، إلى الوحدة والتطور والازدهار، وجَمع عقول شعبه على هدف واعد نبيل، جعلهم يسابقون ظروف الزمان والمكان، ويسعون إلى إرساء قواعد وأسس راسخة لهذا البنيان الشامخ على هَدي كتاب الله الكريم وسنة رسوله الأمين - صلى الله عليه وسلم- ، فتحقق للملك عبدالعزيز -رحمه الله- هدفه النبيل الذي أفنى في العمل من أجله سنين عمره وإنفاذ أحكامه لتشمل كل مناحي الحياة. واليوم الوطني، نشاهد من خلاله النهضة العملاقة التي عاشتها بلادنا على كل الأصعدة، حتى أصبحت مملكتنا الغالية في مصاف الدول المتقدمة، متميزة نظير ما تمتلكه من قيم دينية، وحضارة تاريخية، وحمايتها للعقيدة الإسلامية وتبنيها الإسلام منهجًا وأسلوب حياة حتى أصبحت ملاذًا للمسلمين، وأولت الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين جُل اهتمامها، وبذلت كل غالٍ ونفيس في العناية بهما خدمةً للمسلمين. وفي هذا اليوم، نعانق الماضي والحاضر ليرسما تاريخ شعب، وحضارة شعب، مملوء بالتطلعات والانتصارات، عاقدين العزم على الاستمرار في مسيرة التقدم والنماء وتحقيق الأهداف والتطلعات التي رسمتها قيادتنا الحكيمة مستقبل زاهر يعم أرجاء المملكة، وبهذه المناسبة الخالدة (اليوم الوطني ال 89 للمملكة) أتقدم بخالص التهنئة إلى مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز، والشعب السعودي النبيل في مملكتنا الحبيبة، سائلين المولى عزو جل أن يُديم علينا نعمة الأمن والأمان، ويحفظ بلادنا وقيادتنا الرشيدة بحفظه ورعايته. * محافظ الأحساء