الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وكلُّ مسلم على وجه الأرض لم يؤد فريضة الحج يتمنى أن يؤدي هذه الشعيرة العظيمة، وقد مرّ الحج عبر التأريخ الإسلامي الطويل بمراحل مختلفة كان في بعضها صعوبة بالغة لأدائه. لكن منذ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد المغفور له (الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود) جعلت قيادتها من أولى اهتماماتها العناية بالحجَّ، وجعلت خدمة ضيوف الرحمن نصب عينها، ولا أدلَّ على ذلك من اختيار لقب (خادم الحرمين الشرفين) لملوك المملكة. وما تشهده المملكة من التطور والازدهار بقيادة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله- تمَّ تسخيرُه لخدمة ضيوف الرحمن. وإننا إذ نبارك للمملكة هذه الجهود العظيمة لخدمة ضيوف الرحمن، وتطبيقاً لحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- "مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ لَا يَشْكُرُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ"، فإنني أتقدم بهذه المناسبة بوافر الشكر والعرفان لقيادة المملكة وشعبها المضياف على تسخير الطاقات البشرية والإمكانات المادية لتقديم أفضل وأرقى الخدمات لضيوف الرحمن. إن ما تقوم به المملكة من خدمة لضيوف الرحمن لهو أمرٌ مشاهدٌ ومحسوسٌ يراه كلُّ من يقوم بأداء فريضة الحج، ويدركه القائمون على شؤون الحج من وزراء الأوقاف في الدول الإسلامية بصورة أعمق من خلال المسؤولية الملقاة على عاتقهم. ورغم الظروف الإقليمية والدولية إلا أننا نجد كلَّ عام مزيداً من التطوير والإبداع في خدمة ضيوف الرحمن، فهنيئاً للمملكة على هذا العمل العظيم الذي يُثلج صدر كل مسلم على وجه البسيطة. ومن أجل هذا كله تتبوأ المملكة مكانة عالية ورفيعة في قلوب المسلمين لا ينافسها عليها أحد، ويكنون لها تقديراً فائقاً، أضف إلى ذلك ما تقوم به من جهود بناءة في العالمين العربي والإسلامي، بل امتدت أياديها البيضاء إلى المحتاجين بأرجاء المعمورة. وإن دولة تحتضن الحرمين الشريفين لحَريَّةٌ بأن تكون هكذا، نسأل الله أن يُديم عليها أمنها وأمانها وجميع المسلمين. * وزير الأوقاف والشؤون الدينية لجمهورية الصومال