خاض ضيوف الرحمن هذا العام تجربة فريدة من نوعها بالسفر عبر قطار الحرمين بين البلدتين المقدستين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، عبر خط سير جديد داعم ومعزز لبقية وسائل النقل الحديثة، السكة الحديثة تنضم كمعلم بارز إلى سجل الذكريات للرحلة الإيمانية، وشاهد حضاري على نقلات كبرى تشهدها المملكة. يسير القطار الكهربائي خلال الموسم بطاقة استيعابية مضاعفة ورحلات مزدوجة تصل إلى 64 رحلة تقل ما يزيد على 800 راكب مع دقة في المواعيد ومستويات عالية من الراحة، وتمتد القضبان الحديدية في مدى متناهٍ، تخترق الصحارى لتوثق رباط أم القرى بطيبة الطيبة. وأشاد الحجيج القادمون عبر وسيلة النقل الحديثة بالخدمات والتنظيم المميز، والتسهيلات والتعاون من قبل جميع العاملين في خدمة الحجاج الذين يبذلون قصارى جهدهم في خدمتهم، وبالابتسامة المشرقة على وجوههم، رافعين الشكر والدعوات لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - على ما يبذلونه بسخاء لخدمة الإسلام والمسلمين. وتشهد محطة طيبة الطيبة تتابعاً في الرحلات من مختلف الجنسيات، يواكبها استكمال الجهات العاملة في الحج التجهيزات كافة، ضمن منظومة الخدمات الجليلة والأعمال الميدانية التي يقدمها منتسبو مختلف الجهات والقطاعات بمتابعة لجنة الحج بالمنطقة، حيث قدمت الخدمات لأكثر من 900 ألف حاج في الموسم الأول وبانتظار عدد مقارب مع انطلاقة الموسم الثاني. وحظي ضيوف الرحمن بتجربتهم الأولى في الانتقال السريع من المدينةالمنورةوجدة إلى مكةالمكرمة والعودة كذلك عبر قطار الحرمين، في تجربة هي الأولى للحجاج هذا الموسم، حيث اقترن انطلاق هذه الخدمة لنقل الحجيج بين المدينةومكة مروراً بجدة مع موسم حج 1440ه، عبر جدول رحلات منذ الثامنة صباحاً حتى قُبيل منتصف الليل يومياً. وفي هذا الصدد، أوضح مدير عام التشغيل والصيانة بقطار الحرمين السريع المهندس ريان الحربي، أن جدول الرحلات الذي أعد خصيصًا لموسم حج 1440ه شمل 192 رحلة، مبيّناً أن العمليات التشغيلية التي تديرها الكفاءات الوطنية الشابة العاملة في مشروع قطار الحرمين خصصت قطارات مزدوجة خلال التشغيل في موسم الحج لاستيعاب الطلب المتزايد على هذه الخدمة النوعيّة بحيث يتم ربط قطارين بالرحلة الواحدة، وتبلغ سعة كل قطار 417 مقعداً ليصبح إجمالي عدد المقاعد 834 مقعداً في الرحلة الواحدة بما يتجاوز سعة 20 حافلة كبيرة، بمعنى أنه من خلال كل رحلة بالقطار يتم إزاحة 20 حافلة من الطرق بما يرفع مستوى سلامة الحجاج والمعتمرين والزوار. وأضاف الحربي أن عدد المسافرين الذين استفادوا من خدمات النقل بالقطار خلال هذا الموسم وفي الاتجاهين تنامى بفضل الله أولًا، ثم بما خُصص للتشغيل من طاقة استيعابية تجاوزت 158 ألف مقعد أثناء الموسم بين جميع المحطات، ومعها تمكن قطار الحرمين من نقل أكثر من 50 ألف حاج من مختلف دول العالم، إلى جانب استيعاب الطلب المتنامي على نقل المسافرين لقضاء إجازة عيد الأضحى بين مكةوجدةوالمدينة خلال الموسم. وبيّن أن الخطط التشغيلية لموسم الحج القادم 1441ه ستتضاعف مع تدشين المحطة الخامسة لقطار الحرمين في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، حيث سيتمكن الحجاج القادمون إلى جدة عبر الرحلات الداخلية والدولية من الانتقال فوراً إلى مكةالمكرمة من خلال المحطة الجديدة. وأفاد بأن المحطة تمتاز باتصالها بالمطار تسهيلًا لخدمة الحجاج وزوار الحرمين وتيسير استقبال القادمين منهم جواً والمغادرين، كما تضم المحطة 6 مسارات للقطار وتستوعب المحطة وصول أكثر من 1000 مسافر في الساعة، كما تستوعب أكثر من 1000 مغادر من المحطة خلال الساعة الواحدة. ولفت الحربي النظر إلى أن إدارة التشغيل تقوم بقياس درجة رضا الحجاج تجاه الخدمات المقدمة وكانت النتائج إبجابية جداً ولله الحمد. وكان قطار الحرمين السريع قد أعلن عن رفع طاقاته الاستيعابية وتشغيل الرحلات المزدوجة، وتفعيل خطة التفويج للحجاج المغادرين من مكةالمكرمة بعد أدائهم الركن الخامس من أركان الإسلام، وفقاً لخطة التفويج إلى جدةوالمدينةالمنورة. وأوضح المهندس ريان الحربي، أن الشركة السعودية للخطوط الحديدة (سار) سخرت جهودها لخدمة حجاج بيت الله الحرام من خلال منظومة النقل في قطار الحرمين وقطار المشاعر، مضيفاً: "نجحنا - ولله الحمد - في نقل الحجاج من محطتي المدينةالمنورةوجدة إلى محطة مكة لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام". وأضاف الحربي، أن قطار الحرمين السريع بدأ في رفع طاقته الاستيعابية تزامناً مع مغادرة الحجاج من مكةالمكرمة بعد انتهاء مناسكهم، وقال: "بدأنا في تشغيل الرحلات المزدوجة أسبوعياً ليصل عدد الرحلات إلى 64 رحلة، ننقل في كل رحلة نحو 800 حاج في الرحلة الواحدة، مع التزامنا الكامل لضيوف الرحمن بالدقة في المواعيد وتحقيق أعلى مستويات الراحة لهم". وأشار إلى أن خطة التفويج تتم بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة وفق آلية تكاملية نعمل من خلالها كمنظومة واحدة هدفها تمكين الحجاج من زيارة المدينةالمنورة. خدمات جليلة ووسائل نقل مريحة قدمتها المملكة للحجيج والزوار الابتسامة تسبق تقديم الخدمات حاجان يعبران عن فرحهما بالوصول إلى المدينة عبر القطار الكهربائي