ما السر في الحفاظ على شعر مثالي وصحي؟ هل هي المستحضرات المعدّة لمعالجة الشعر، أم هو بلسم الشعر والمنتجات باهظة الثمن التي تباع في الأسواق. قد تراودك علامات التعجب عند معرفة السر الذي يكمن في الغذاء المتوازن. ويرى الخبراء أن اتباع غذاء صحي غني بالبروتينات والحديد والمواد المغذية الأخرى يمكن أن يساعد في تحسين مظهر الشعر وملمسه وصحته العامة. إن الشعر الصحي هو الذي ينمو بالشكل الصحيح من جذوره وحتى أطرافه ويرتبط حيوياً بفروة الرأس دون تقصف. وكما يفضله الناس شعراً طويلاً وكثيفاً ولامعاً وسهل التسريح. البروتين مهم لصحة الشعر يحتاج الشعر إلى غذاء متكامل يحتوي على الفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية الأخرى تماماً كسائر أعضاء الجسم. ولا تتساوى جميع العناصر المغذية في أهميتها بالنسبة للشعر لا سيما إذا تعلق الأمر بالبروتينات. يتكون نسيج الشعر في معظمه من البروتين وهذا يعني أن الشعر بحاجة إلى البروتين لينمو. ويعتقد بعض الناس خطأ أن تناول المزيد من الكالسيوم هو ما يساعد على نمو الشعر. ولكن من الجدير بالذكر أن الشعر والأظافر تتكون من ألياف بروتينية. عند فحص الشعر في أي وقت من الأوقات فإن حوالي 90 % من الشعر يكون في طور النمو. وتستغرق مرحلة النمو للشعرة الواحدة من سنتين إلى ثلاث سنوات وبنهاية هذه الفترة تدخل الشعرة مرحلة الراحة وتدوم ثلاثة أشهر قبل أن تسقط ويحل محلها شعرة جديدة. وهكذا إن لم تحصل على غذاء غني بالبروتين فإن كمية غير متناسبة من شعرك تدخل في طور الراحة وهو ما يتجاوز النسبة الطبيعية للشعر في تلك المرحلة. في الوضع الطبيعي هناك حوالي 120,000-150,000 خصلة من الشعر على فروة الرأس، يتساقط منها 50 إلى 150 شعرة في اليوم الواحد وقد لا يشعر البعض بحدوث تساقط الشعر مع تلك الكمية البسيطة. ولكن على خلاف المعتاد عندما تدخل كمية كبيرة من الشعر جملة واحدة في طور الراحة فإن تساقطها يصبح ملحوظاً، ومنذراً في أكثر الأحيان. لا شك أن تساقط الشعر يبعث في النفس الإحباط ولكن الخبر السار هو أن هذه المشكلة الناجمة عن نقص البروتين يمكن تجاوزها من خلال إعادة البروتين ضمن غذائك سواء كان من مصدر نباتي مثل الفول والبقوليات الأخرى والحبوب الكاملة وفول الصويا، أو مصدر حيواني كاللحوم. وهكذا يمكن استعادة دورة نمو الشعر الطبيعية والتغلب على تساقط الشعر غير الإعتيادي. الحديد وغيره من العناصر الغذائية المكملة البروتين ليس وحده العنصر اللازم للحفاظ على صحة شعرك. فالشعر بحاجة أيضاً إلى الحديد وفيتامين E وغيرها من المعادن مثل السيلينيوم والنحاس والماغنيسيوم لتساعد على إبقاء الشعر في حالة جيدة وتشكل هذه العناصر في مجملها البروتينات المختلفة الهامة لتكوين بنية الشعر. وربما كان الحديد هو العنصر الأكثر إشكالية من حيث القدرة على الحصول عليه بكمية فعالة خاصة بالنسبة للنساء والأشخاص النباتيين. ويضاهي عنصر الحديد البروتين في أهميته، فبالمثل يمكن أن يتسبب نقص الحديد في تساقط الشعر. إن أفضل مصدر للحديد في غذائك هو اللحوم الحمراء، وفي مقدمة الأغذية المحتوية على الحديد أيضاً المحار وأنواع اللحوم والسمك والدجاج. بينما تشمل المصادر النباتية للحديد الحبوب وفول الصويا وبذور اليقطين والفاصوليا البيضاء والعدس والسبانخ. علماً أن الجسم يمتص الحديد الموجود في اللحوم بسهولة وكفاءة أكبر من ذاك الموجود في المصادر النباتية. وقد يحرص الشخص في نظامه الغذائي النباتي على التركيز على الحديد ومع ذلك لا يحصل على ما يكفي من الحديد. وينصح الأطباء باختبار مستوى الحديد في الجسم من خلال تحليل بسيط للدم وبناء عليه سيخبرك الطبيب ما إذا كنت بحاجة لتناول الحديد على شكل فيتامينات ومكملات غذائية. فيتامين د وأهميته للشعر من العناصر المغذية للشعر فيتامين د. وتشير الدراسات إلى أن فيتامين د يلعب دوراً مهماً في دورة نمو الشعر. ويمكن الحصول على فيتامين د من خلال أشعة الشمس. وتشمل المصادر الغذائية لفيتامين د أطعمة مثل الحليب المدعم وعصير البرتقال والحبوب. ومع ذلك فإنها قد لا تكون غنية بما يكفي من فيتامين د . بالإضافة إلى أن الكمية الموصى بها لا زالت مثاراً للجدل. وكما هو الحال مع الحديد يوصي الأطباء بإجراء تحليل الدم للتحقق من مستوى فيتامين د ومعرفة ما إذا كنت بحاجة لتناول المكملات لتعويض حاجة جسمك لهذا الفيتامين. هل ضرورية المكملات الغذائية للشعر؟ تعد الفيتامينات B و C وE بأنواعها مهمة لصحة شعرك وأي نقص فيها قد يسبب تساقطه. ولكن هذا لا يعني بالضرورة شراء مكملات غذائية خاصة بالشعر، حيث يمكنك الحصول عليها عن طريق اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن. وفي حال رغبت في أخذ المكملات من الصيدلية فمن الأفضل استشارة الطبيب أو خبير التغذية لضمان الحصول فعلاً على مختلف الفيتامينات المكملة التي يحتاجها جسمك. يؤمن بعض الناس بأهمية تدعيم نظامهم الغذائي بالمكملات الغذائية المكونة من الزنك والبيوتين. ولكن الدراسات لا تشير إلى دلائل ثابتة حول فائدة مكملات الزنك والبيوتين بالنسبة للشعر. ومع ذلك فإن تناول نسبة إضافية من البيوتين لن يضر بأية حال ولكنه لن يفيد كثيراً في الوقت نفسه. الحمية الغذائية وصحة الشعر إن الحمية الغذائية وتحديداً الحميات الصارمة التي تهدف لفقدان الوزن بصورة أسرع من شأنها أن تؤثر على صحة شعرك وتتسبب في تساقطه بكثافة. عند تناول حمية غذائية تقوم على سعرات حرارية منخفضة يتم فقدان الوزن بسرعة أكبر، وعادة لا تضمن مثل هذه الحمية توفير جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم مما يؤثر في صحة الشعر. ومن ناحية أخرى يسبب فقدان الوزن ضغوطاً نفسية تساهم في تساقط الشعر. وفي الواقع حتى مع برامج الحمية الغذائية المدروسة بإشراف الطبيب لا يخلو الأمر من مشاكل تساقط الشعر. من الطبيعي أن يحدث تساقط الشعر بعد خسارة ما يعادل 15 رطلاً أو أكثر من الوزن. ولكن التغلب على هذه المشكلة ليس بالمستحيل، فبالنسبة للأشخاص الأصحاء يتحسن الشعر عادة ويعود إلى طبيعته بعد استقرار الوزن. وبالتالي عليك التحلي بالصبر عند اتباع حمية ما مع تقبل حقيقة أن التمتع بشعر حيوي دون تساقط لا يجتمع في الوقت ذاته مع حميات إنقاص الوزن. وأخيراً يرى الخبراء أن أفضل خطة غذائية للحفاظ على شعر صحي تكمن في مراعاة التوازن، وذلك باتباع نظام غذائي صحي وتدعيمه بالمكملات الغذائية والفيتامينات المهمة للشعر. الحمية الغذائية تؤدي إلى تساقط الشعر في الوضع الطبيعي هناك حوالي 120,000-150,000 خصلة من الشعر على فروة الرأس