تستقبل المملكة خلال هذه الأيام ملايين حجاج بيت الله الحرام الذين أتوا لأداء مناسك الحج، وهو الموسم الذي شرف الله سبحانه وتعالى به هذه الأرض الطيبة بأن كانت هي الأرض الوحيدة الحاملة لمشاعره في كل عام، فالمملكة تستشعر في كل سنة من خلال موسم الحج هذه المهمة الشريفة التي كرمت بها حتى أصبحت مقصد المسلمين من كل مكان، ومن هذا المنطق حرصت قيادة المملكة على بذل كل جهد وكل عمل مميز من أجل إنجاح موسم الحج في كل سنة، حتى تحولت المملكة إلى صورة نموذجية في كل موسم حج تقدم فيه الكثير من العطاءات والإنجازات المبذولة تجاه حجاج بيت الله الحرام. وتحرص المملكة ممثلة بوزارة الحج والعمرة في كل موسم حج على تطوير منظومة الحج بشكل يجعلها متجددة ومختلفة عن العام الذي قبله، فتضع خططها واستراتيجيتها من أجل إنجاح موسم الحج، وجعل الحجاج يؤدون مناسكهم في أتم راحة وبأسهل الطرق، حتى قدمت أرض الحرمين مثالاً نموذجياً يحتذى به في تسهيل أمور الحج، بدءًا من الخدمات المتعددة التي جهزت بها الحرم المكي وأماكن المناسك حتى الكثير من التسهيلات التي اعتمدتها في تنظيمها، ومن خلال إجراءاتها الوقائية في الحج، فجندت الآلاف من رجالات الأمن والموظفين في مختلف الجهات والقطاعات للسهر والعمل على أمن الحجاج وراحتهم وسلامتهم على اختلاف طبقاتهم وأجناسهم ولغاتهم. وفي موسم الحج تعيش المملكة حالة استنفار حقيقية، هدفها الأول خدمة ضيوف الرحمن، فجميع المؤسسات الرسمية والقنوات الحكومية والتطوعية والخاصة تشارك في هذا النسك الذي يتوشح البياض، ليؤكد على وحدة المسلمين، وبأن الإسلام واحد مهما اختلفت الأجناس وتنوعت، والجميع يأتون في هذه الأرض الشريفة من أجل إتمام الهدف من أداء الفرض الذي سنه الله سبحانه على المسلمين وتشرفت المملكة بأن كانت مقصد الأفئدة. «تغطية شاملة داخل العدد»