ليس الشارع الرياضي المصري وحده الذي عبر عن أحزانه العميقة على إثر خروج منتخب نجوم الفراعنة من كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، بل عم الحزن كل أنحاء الوطن العربي الكبير، وهذا دليل على علو وشموخ ومكان كرة القدم المصرية والمنتخب المصري خصوصا، فإذا افترضنا أن منتخباً عربياً آخر غادر هذه البطولة الكبيرة مبكراً فلربما يكون ذلك أمراً إلى حد ما قد يمر على ذاكرة الشارع الرياضي العربي مرور الكرام، ولكن المنتخب المصري صحيح أنه خرج وغادر من كأس أمم إفريقيا مبكراً، خصوصاً أن هذا المحفل الرياضي الكبير يقام على أرضه وبين جماهيره، فلا يجب علينا أن نجسد مظاهر القسوة بشأن نجوم "الفراعنة"، ولكن يجب أن نكون على درجة من الواقعية. المنتخب المصري لم يكن سيئاً بالدرجة التي تجعلنا نغضب عليه ونلومه، ولست هنا لأدافع عن نجوم كرة القدم المصرية، ولست كذلك أهدف إلى تخفيف حدة التوتر ما بين نجوم الفراعنة والشارع الرياضي المصري بصفة خاصة والشارع الرياضي العربي عموما، وإنما أحاول فقط مواكبة المنطق وقراءة معطيات وأسباب ذلك الإخفاق، فهذا هو حال كرة القدم دائماً، فليس بالضرورة أن تكون النتائج مواكبة لواقع المستويات، فأمور كثيرة جداً من الوارد أن تتحكم في واقع ومسارات نتائج مباريات كرة القدم، وكلنا كعرب نتمنى التوفيق للمنتخب المصري الشقيق في مشاركاته المقبلة.