تطالعنا الإحصائيات الأخيرة في وزارة العدل بأرقام مرتفعة في عدد حالات الطلاق مقابل الزواج، لن أذكر العدد الرقمي لهذه الحالات لأنه يتغير بشكل يومي بل كل ساعة، ولن يكون دقيقاً حين أذكره. لماذا هذا العدد الضخم من حالات الطلاق في مجتمعنا بل في المجتمع الخليجي إذا أردنا أن نوسع الدائرة؟ هل هو التسرع في اتخاذ قرار الطلاق لأسباب بسيطة بل نستطيع أن نقول تافهة في كثير من الحالات أم هو قلة وعي وعدم نضوج وإدراك لخطورة هذا القرار الاجتماعي المهم؟ أعتقد أن هناك عوامل كثيرة ساهمت في تضخيم هذا الرقم المخيف في حالات الطلاق وليس عاملاً واحداً، النضج النفسي والفكري مهم قبل التفكير في الزواج، والذي يكون داعمه الأساسي البيئة الأسرية السليمة والوازع الديني معاً، والذي يشكل درعاً واقياً يحمي الفكر والنفس ويكوّن شخصية جاهزة جادة للإقدام على الحياة الزوجية والاستعداد لمواجهة أي عقبات قد تواجهه في حياته الجديدة. إيجاد الدورات المتخصصة لما قبل مرحلة الزواج وتأهيلهم والتأكد من استيعابهم لهذه الدورات وفتح باب النقاش الصريح وتشجيعهم على طرح أي سؤال يخص الحياة الزوجية في هذه الدورات أيضاً مهم جداً. الدور الإعلامي للمجتمع مهم جداً كذلك، وأعتقد أن هناك تقصيراً في هذا الجانب الإعلامي، والذي يتطلب إطلاق البرامج الخاصة بذلك والقيام بالدور الإعلامي المتكامل الذي يجد فيه الرجل والمرأة ضالتهما ويشبع رغبتهما وفكرهما بالمعلومات الزوجية المهمة التي يحتاجانها في حياتهما المقبلة. التعليم أيضاً مقصر في هذا الجانب، والذي يجب أن يكون هناك توعية تعليمية منهجية تبدأ مبكراً في السنوات الأولى من المرحلة الثانوية وتستمر إلى التعليم الجامعي على جرعات مختلفة ومتطورة إلى أن يصل الطالب أو الطالبة إلى قناعة داخلية واستيعاب كامل يستطيع من خلالها عند مناقشته في هذا الموضوع أن نجد فيه وفيها النضج الفكري والإدراك لأهمية الزواج وبناء الأسرة السعيدة المستقرة بإذن الله. الموضوع يحتاج إلى تضافر جهود كبيرة ومستمرة من مختلف الجهات في المجتمع.