أطلقت وزارة الثقافة أول مسابقة وطنية لتوثيق «التراث الصناعي» في المملكة، بجوائز تصل إلى نحو مليون ريال، ومشاركة مفتوحة لعموم المواطنين والمقيمين عبر الموقع الإلكتروني engage.moc.gov.sa. وتهدف مسابقة توثيق التراث الصناعي إلى اكتشاف أهم المعالم المعبّرة عن هذا التراث في جميع مدن ومحافظات المملكة، بمشاركة المواطنين والمقيمين من مختلف الشرائح الاجتماعية. ويعد التراث الصناعي من الأنماط التراثية الحديثة المرتبطة بالتطور الصناعي في العالم، ويشتمل على بقايا الثقافة الصناعية القديمة، سواء التكنولوجية أو الاجتماعية أو المعمارية أو العلمية، ويتكون من المباني والآلات والمصانع والمناجم ومواقع التكرير والمستودعات. وتفتح المسابقة باب المشاركة ابتداءً من اليوم ولمدة ثلاثة أشهر، ويتطلب الاشتراك فيها إرسال صور أو مقاطع فيديو ومعلومات عن أي موقع في المملكة يرى المتسابق أنه يُحقق شروط التراث الصناعي، وذلك عن طريق الموقع الرسمي للمسابقة. وستخضع جميع المشاركات فيما بعد لتقييم لجان تحكيم متخصصة، على أن يتم الإعلان عن أسماء الفائزين في شهر نوفمبر المقبل. وتتركز معايير الفوز بالمسابقة على الجهد الذي بذله المتسابق في اكتشاف الموقع الصناعي وتصديق معلوماته. وتنقسم المسابقة إلى ثلاثة مسارات؛ الأول خاص باكتشاف مواقع التراث الصناعي ويكون المطلوب من المتسابق إرسال صور ومقاطع فيديو ومعلومات أساسية عن الموقع المُكتشف، فيما يتعلق المسار الثاني تسجيل القصص وتفاصيل الأحداث التي أثرت على الصناعة والحياة الاجتماعية عن طريق تسجيل مقاطع صوتية أو فيديو. فيما يتعلق المسار الثالث بتوثيق قصة الموقع الصناعي من خلال جهد بحثي يشتمل على تاريخ الموقع وتأثيره في الصناعة والمجتمع، وتصل الجائزة في هذا المسار إلى 300 ألف ريال. وقد وضعت اللجنة المنظمة شروط وتفاصيل المسابقة في موقعها الرسمي engage.moc.gov.sa متضمنة شرحاً لمفهوم التراث الصناعي وشروط تصنيفه ونوعية المواقع التراثية التي تندرج تحت هذا النوع من التراث. وتتميز المملكة بإرث قديم في التراث الصناعي يتمثل في ريادة صناعة النفط والغاز والمعامل لتحلية المياه وصناعة البيتروكيميائيات، ومناجم التعدين والإسمنت، ومنظومة النقل الداعمة للصناعة من موانئ وقطارات، وتسعى المسابقة للاستفادة من جهود أفراد المجتمع لتوثيق أهم معالم هذا التراث والمساهمة في تأسيس أول قاعدة بيانات وطنية للمواقع الصناعية المنضوية تحت هذا التصنيف. وكان سمو وزير الثقافة ورئيس اللجنة التأسيسية للجمعية السعودية للمحافظة على التراث الصناعي، قد أعلن في أبريل الماضي عن تأسيس الجمعية السعودية للمحافظة على التراث الصناعي، وذلك في اجتماع عُقد في حي البجيري بالدرعية، بحضور معالي وزير التجارة والاستثمار د. ماجد القصبي، ومعالي وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح، وجمع من الصناعيين. وكان وزير الثقافة سمو الأمير بدر بن عبدالله آل سعود قد أعلن من خلال حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر وبعد إطلاق المسابقة مشيدا بجهود أصحاب المعالي الوزراء لدعم المشروع الوطني، مبديا رغبته الأكيدة في أن يعزز ذلك مفهوم التراث الصناعي بما يكفل نجاحه ويواكب أهميته بتكاتف الجهود وقال: بعد تأسيس برنامج المحافظة على التراث الصناعي والجهود المبذولة من إخواني أصحاب المعالي لدعمه، نطلق اليوم مسابقة لتعزيز مفهومها، فبلادنا تمتلك أرضا صلبة لمواقع التراث الصناعي. وحظيت هذه البادرة لما تكتنزه من أهمية بالغة في صون التراث الصناعي وتصنيفة ولما تشكله من أهمية في بناء الاقتصاد الوطني، حظيت بردود فعل واسعة ومهمة من لدن أصحاب المعالي وزير البيئة والمياه والزراعة ووزير التجارة والاستثمار ووزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية ووزير النقل، مفادها أهمية المسابقة ومضمونها التكاتف لإنجاح هذا المشروع الوطني المهم.. حيث قال وزير البيئة والمياه والزراعة عبدالرحمن الفضلي في تغريدة بهذا الخصوص: أبارك لسمو وزير الثقافة إطلاق مسابقة التراث الصناعي، ففي منظومة البيئة والمياه والزراعة لدينا مواقع من التراث الصناعي محفورة في ذاكرة السعوديين، كمحطات التحلية والسدود، وأبراج المياه وقنوات الري التاريخية، وصناعات مرتبطة بالزراعة المحلية، أشيد بهذه المسابقة، وكلنا يد واحدة لدعمها. وبدوره أكد وزير التجارة والاستثمار ماجد عبدالله القصبي في تغريدة مماثلة: يسعدنا أن نكون شركاء معكم يا سمو الأمير بدر في المساهمة بالمحافظة على التراث الصناعي في المملكة، من خلال توفير سبل التعاون مع القطاع الخاص، شركاء مسيرة الصناعة، وبيوت الصُناع والتجار تزخر بقصص وإنجازات ساهمت في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. فيما أكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية خالد الفالح أن المملكة تزخر بتاريخ عريق في مجال التراث الصناعي قائلاً: كلنا معكم، سمو الأمير بدر، لتوثيق التراث الصناعي في المملكة التي تزخر بتاريخ عريق ومشرق في مجالات الصناعة والتعدين والطاقة، كوني أمضيت جلّ أعوام عملي فيها. الفرص هائلة، وأبواب منظومة وزارة الطاقة مفتوحة لكم ولكامل الفريق العامل في هذا المشروع الوطني الرائد. ومن جانبه عبر وزير النقل نبيل العامودي عن أهمية هذا المشروع الطموح بقوله: جهود مباركة سمو الأمير بدر، ومشروع طموح يضع التراث الصناعي في المملكة بمكانه الصحيح، قطاع النقل يضم فرصاً سانحة لمنظومة تدعم الصناعة في المملكة عبر عقود، كالموانئ ومحطات القطار والمطارات أيضاً، وزارة النقل تتشرف بالمساهمة في المشروع الوطني الرائد، وتفتح أبوابها للباحثين. الأمير بدر بن عبدالله د. نبيل العامودي د. خالد الفالح د. ماجد القصبي د. عبدالرحمن الفضلي