رحب مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون باحتجاز بريطانيا ناقلة تحمل نفطا إيرانيا لسورية قائلا إن الولاياتالمتحدة ستواصل مع حلفائها منع الحكومتين السورية والإيرانية من التربح من هذه التجارة غير المشروعة. وكانت البحرية الملكية البريطانية قد احتجزت ناقلة نفط إيرانية عملاقة (جريس 1) في جبل طارق الخميس لمحاولتها نقل النفط إلى سورية في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي في خطوة مثيرة أثارت حنق طهران وقد تؤدي إلى تصعيد المواجهة. وقال متحدث باسم حكومة جبل طارق أمس الجمعة إن طاقم ناقلة النفط الإيرانية العملاقة التي احتجزت في جبل طارق يخضعون للاستجواب كشهود وليس كمجرمين في مسعى لتحديد طبيعة الشحنة ووجهتها النهائية. ويفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات منذ أعوام تحظر مبيعات النفط إلى سورية، ولم تشمل تلك العقوبات إيران لكن فرض العقوبات الأميركية هو الذي أخرج إيران من أسواق النفط العالمية في الشهور القليلة الماضية ودفعها للبحث عن منافذ غير تقليدية لبيع نفطها. وأشارت بيانات شحن اطلعت عليها رويترز أن الناقلة كانت تحمل نفطا إيرانيا تم تحميله قبالة سواحل إيران على الرغم من أن أوراقها تقول إن النفط من العراق. واحتجزت الناقلة في جبل طارق عند الطرف الجنوبي لإسبانيا بعدما أبحرت حول أفريقيا وهو الطريق الطويل من الشرق الأوسط إلى البحر المتوسط، وإذا لم يتبين المسؤولون في جبل طارق تماما طبيعة شحنة الناقلة ومقصدها النهائي فقد يطلبون إذنا من المحكمة في الأيام المقبلة لاحتجازها لفترة أطول. وطالبت طهران الجمعة لندن بالإفراج عن ناقلة النفط المحتجزة، واستدعت سفيرها في بريطانيا. وقال قائد كبير بالحرس الثوري الإيراني الجمعة في تغريدة على تويتر إن طهران ينبغي أن تحتجز ناقلة نفط بريطانية إذا لم يُفرج عن الناقلة الإيرانية المحتجزة في جبل طارق فورا. ويأتي احتجاز الناقلة البالغ طولها 330 مترا في وقت حساس في العلاقات الأوروبية الإيرانية فيما يدرس الاتحاد الأوروبي سبل الرد على إعلان طهران تخصيب اليورانيوم بمستوى يحظره الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بينها وبين الدول الكبرى. وأعلن وزير الخارجية الإسباني جوسيب بوريل أن الولاياتالمتحدة طلبت اعتراض ناقلة النفط. وفي بيان ذكرت الخارجية البريطانية «نرحب بهذا العمل الحاسم من قبل سلطات جبل طارق التي عملت على تطبيق نظام عقوبات الاتحاد الأوروبي على سورية».