قلل الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاثنين من أهمية التهديد الوشيك الذي تشكله إيران على المصالح الأميركية، في الوقت الذي أعلن فيه عن جاهزيته للحوار في حال قامت إيران بالخطوة الأولى. وفي رد على أسئلة المراسلين في البيت الابيض حول تهديد إيران للمصالح الأميركية قال ترمب "لا مؤشر لدينا بأن شيئا ما حدث أو سيحدث"، مضيفا "لا مؤشر لدينا بأنهم سيقومون بشيء". وكرر ترمب تهديدات سابقة له بأن إيران ستواجه "قوة هائلة" إذا ما استهدفت الولاياتالمتحدة. ومع ذلك فهو أعلن بأنه سيرحب بعقد محادثات.وقال "إذا اتصلوا فإننا بالتأكيد سنفاوض، لكن هذا الأمر يعود إليهم"، مضيفا "أريدهم أن يتصلوا فقط إذا كانوا جاهزين".ووجه ترمب رسائل ترغيب وترهيب إلى إيران، ما أثار خشية البعض في واشنطن من أنه يتسرع بالاندفاع إلى الحرب، لكنه أشار بعد ذلك إلى أن لا نية لديه لتوريط الولاياتالمتحدة في حرب بعيدة أخرى. وكتب ترمب الاثنين في تغريدة على تويتر أنّ "وسائل إعلام الأخبار الكاذبة نشرت كعادتها خبراً كاذباً، من دون أن يكون لها أي علم (بهذا الشأن)، مفاده أنّ الولاياتالمتحدة تحاول إجراء مفاوضات مع إيران. هذا تقرير كاذب"، من دون أن يوضح عن أي تقرير تحديداً يتحدّث. وأضاف أنّ "إيران ستتّصل بنا حين ومتى تكون جاهزة لذلك. وفي الانتظار، يستمر اقتصادها في الانهيار. أنا حزين جداً للشعب الإيراني!".والأحد، رفع ترمب درجة التهديد بتغريدة حذّر فيها من أنّه ستكون "النهاية الرسمية لإيران" إذا ما هاجمت الولاياتالمتحدة. والاثنين ردّ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تغريدة ترمب، مؤكّداً أن "تبجحات" الرئيس الأميركي "لن تقضي على إيران". وتصاعد التوتر بين إيرانوالولاياتالمتحدة منذ أدرجت إدارة ترمب الحرس الثوري الإيراني على القائمة السوداء ل"التنظيمات الإرهابية" وشددت عقوباتها بحق طهران، وذلك بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي قبل عام. وارتفع منسوب التوتر أكثر إثر نشر الولاياتالمتحدة حاملة طائرات وقاذفات بي-52 في الخليج الأسبوع الماضي للتصدّي لما قالت واشنطن إنّها "تهديدات" مصدرها إيران.كما أمرت إدارة ترمب الطاقم الدبلوماسي الأميركي غير الأساسي بمغادرة العراق، بسبب تهديدات من مجموعات عراقية مسلحة مدعومة من إيران. من ناحية أخرى قال وزير المالية الفرنسي برونو لو مير الثلاثاء إن أوروبا لن تخضع لتحذيرات إيران. وأضاف للصحفيين "لا أعتقد أن أوروبا ستنجر إلى فكرة التحذيرات هذه". وتابع أن الأوروبيين يواجهون ضغوطا هائلة من الولاياتالمتحدة فيما يتعلق بالتجارة مع إيران وأن التهديدات الإيرانية بالانسحاب من الاتفاق النووي مع القوى العالمية لا تفيد فيما يتعلق بهذا الأمر.