«الإرهاب لا دِين له» قاعدة راسخة تنفي عن كُلِّ يدٍ آثمةٍ داعمةٍ للإرهاب ومنظماته أن يكون بينها وبين الدِّين وشائج سويَّة، ترجو فيها الخير للإنسانية؛ فدَيْدَنُ الإرهاب نشر الخراب، وزعزعة الاستقرار، وضَرْب سلام المجتمعات، واستهداف أمنها. لم يكن استهداف محطتي ضَخ النِّفط التابعتين لشركة آرامكو بمحافظتي الدوادمي وعفيف بمنطقة الرياض إلا لونًا من ذلك الحقد الدفين للإرهاب الأسود ومساعيه الحمقاء في محاولة الإضرار بمنشآت البلاد الحيوية، ونشر الخوف، وتهديد الاستثمار، ولن يُفلِحَ في مساعيهِ الخَرِبَة بإذن الله. وقد لاقت تلك المحاولة الآثمة لاستهداف محطتي النفط إدانات واسعة من مختلف المنظمات في كافة دول العالم؛ فقد أدانت رابطة العالم الإسلامي هذا العمل الإجرامي، واستنكر مجلس وزراء الداخلية العرب ذلك الهجوم الإرهابي، مؤكِّدًا تضامنه التام مع السعودية في مواجهة الإرهاب، كما لاقى الحادث إدانات دولية وعربية شديدة، أعلنت جميعها عن التضامن التام مع موقف المملكة من مواجهة الإرهاب، واستئصال جذوره، والضرب بيد من حديدٍ على كُلّ من يستهدف أمن المملكة واستقرار شعبها. وهذه اليد الآثمة لا يخفى على أحدٍ مَنْ ورائها، فاليد التي استهدفت محطتي النفط بالمملكة، هي نفسها اليد التي استهدفت ناقلات النفط في المياه الإقليمية لدولة الإمارات الشقيقة، وهي الراغبة في تقويض أي تحالفٍ عربيٍّ ضِدّ كياناتٍ معروفة بأطماعها التوسعيّة وأيديولوجياتها الفِكريّة الخبيثة. وهي بهذه الاستفزازات تسعى لإشعال المنطقة ببوادر حربٍ دوليّةٍ للرّد عليها، وقَطْعِ يدِها العابثة. والمجتمع الدولي كُلُّه مطالبٌ بالاضطلاع بدَوْره في مواجهة تلك التصرفات الخرقاء التي تستهدف الإضرار بأسواق الطَّاقَةِ وتهديد أمن وسلامة الملاحة البحرية، والتأثير على الاقتصاد العالمي. ولمملكتنا الحقّ في الرّد الرادِع، والقيام بالضربات الاستباقيّة لكلّ الخلايا والجماعات الإرهابية المدعومة من رؤوس الشرّ في المنطقة، فكلما ضيَّقنا عليهم الخناق، سَعَوْا للقيام ببعض الأعمال التخريبية، لصرْفِ الأنظار بعيدًا عن عناصرهم المرصودة بالدّاخِل. إنَّ شعبنا والعالم أجمع ليقف خلف المملكة وقيادتها في اتخاذ كل ما تراه للحفاظ على أمن منشآتها، واستقرار شعبها، ومحاربة بؤر الإرهاب والتخريب السوداء، واقتلاع جذوره من أوطاننا؛ لتحقيق السلم والأمن الدوليَّيْن. وستظلّ المملكة وفيةً لنُصرة القضايا العربية والإسلامية العادلة، داعمة للحكومات الشرعيّة ضدّ أي ميليشيات تسعى لاختطاف الأوطان، وفرض سيطرتها بقوّة سلاحٍ مُلَوَّثٍ، معلومٌ مَنْ يقفَ وراءه. وستبقى المملكة القوة العاقلة الحكيمة التي تردعُ كُلّ من تسوّل له نفسه تهديد أمنها، أو العبث باقتصادها ومنشآتها، أو الإضرار بسلامة مجتمعها. نسأل الله تعالى حفظًا للأوطان، وسلامةً للشعوب، ودحْرًا لأهل الشرّ والطغيان، ونقف جميعًا خلف لواء قيادتنا الحكيمة وحكومتنا الرشيدة؛ فيما تتخذه من تدابير لتحقيق ما نصبو إليه من أمنٍ واستقرار ورخاء.