الزلفي تقع بين علمين بارزين هما جبل طويق الذي ينغرسُ في نفودها الشرقي وبين نفود ورمال الثويرات، حيثُ يحدُ الزلفي من الجهة الغربية، والزلفي إحدى محافظاتالرياض العشرين، تبعدُ عن العاصمة الرياض 250 كيلاً، يسكنها ما يقارب المئة ألف نسمة، يشتغلون بالتجارة والزراعة وكثيرٌ منهم امتهن العلم والتعليم. وتضمُ الزلفي عددًا كبيرًا من المراكز والهجر، وتمتاز بعذوبة مائها وخصوبة أرضها، وتعدد الروضات فيها، ومن تلك الروضات (روضة السبلة) التي تبعد عن الزلفي 20 كيلا شرقًا، وقد عُرفت هذه الروضة واشتهرت وذاع صيتها بعد موقعة السبلة عام 1929م الموافق 1347ه، التي انتصر فيها مؤسس وموحد المملكة العربية السعودية جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود ورجاله المخلصين على من شقّ عصا الطاعة وخرج عن الجماعة وشذّ عن الُلحمةِ وأراد الفرقة. وبعد هذه الوقعة توحدت البلاد واستقر أمنها وزاد خيرها، وأُعلن توحيد المملكة العربية السعودية في عام 1351ه... وبعد توحيد المملكة بقليل انتشر العلمُ في نجد ومنها الزلفي، حيث بدأ التعليم النظامي في محافظة الزلفي عام 1368 ه حيث افتتحت أول مدرسة بها، ومن ثم افتتحت المدرسة الثانية عام 1372 ه، وتلاها افتتاح مدرستي علقة والروضة الابتدائيتين عام 1374 ه، ثم أنشئت إدارة للتعليم العام 1402 ه، وتوالى افتتاح المدارس الابتدائية إلى أن بلغت اليوم أكثر من خمسين مدرسة، ويبلغ عدد المدارس المتوسطة للبنين سبع مدارس وخمس ثانويات. يضاف إلى ذلك المعاهد والكليات، كما اُفتتح فيها المعهد العلمي، ومعهد التدريب المهني. واُفتتحت كلية طب الأسنان وكلية العلوم وكلية التربية. أما تعليم البنات فقد افتتحت أول مدرسة عام 1384ه ثم توالى افتتاح المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية والتي بلغت (27) مدرسة ابتدائية و(13) مدرسة متوسطة و(7) مدارس ثانوية. بالإضافة إلى كلية التربية للبنات ومركز للتفصيل والخياطة ورياض الأطفال. وقد تم افتتاح إدارة تعليم البنات العام 1405 ه. كما يوجد بالزلفي إمارةٌ ومراكزُ شرط وجهاز لأمن الدولة، ذلك الجهاز -الذي يعمل من أجل الحفاظ على البلاد والعباد- والذي تم بحمد الله إحباط الهجوم الإرهابي عليه يوم الأحد 16 شعبان عام 1440ه من شرذمةٍ قليلةٍ جاهلةٍ غُرر بهم فضاعوا وأضاعوا، فهذهِ الشرذمة الإرهابية المتطرفة الذين اُستغلوا من أصحاب الفكر المنحرف الضال الذي ضلّ وأَضلّ، ستكون بإذن الله هذه الجريمة النكراء وهذا الاعتداء وهذا الظلم وهذا الجرم آخر الشر وسينقطعُ دابرهم مثلما كانت موقعة السبلة انطلاقًا لتوحيد البلاد وقطع دابر الشر، وسيعلم المتطرفون والإرهابيون وأصحاب الفكر الضال أن الأعين الساهرة لهم بالمرصاد، وأن أصابعهم على الزناد وأن أعينهم لا تغمض ولا يرمش لهم طرف، وسيتيقن الإرهابيون ومن والاهم من أصحاب الفكر الضال أنهم مدحورون مهزومون، فالكلُ يحاربهم، ويأنفُ منهم والكلُ يدعو عليهم بالويلِ والثبور وعظائم الأمور، وأن يقي البلاد شرهم وأن يرتد عليهم سوء أعمالهم وقبح صنيعهم، فلن يحصدوا من أعمالهم السيئة الدنيئة إلا الخزي والعار... فأهلُ الزلفي وغيرهم يرددون ويصدحون بأصواتهم لا للإرهاب.. لا للتطرف.. لا للفكر الضال، بل الولاءُ لله.. ثم الملك.. والوطن.