مع فوزه بلقب الدوري الإسباني لكرة القدم، وضع برشلونة قدمه على أول طريق للفوز بالثلاثية التاريخية للمرة الثالثة في تاريخ الفريق الذي يمتد على مدار 120 عاماً. وحسم برشلونة لقب الدوري الإسباني رسمياً بالفوز 1 - صفر على ليفانتي في المرحلة 35 من المسابقة ليتوج باللقب الغالي قبل ثلاث مراحل على نهاية المسابقة. وكانت كل الأمور مهيأة للاحتفال باللقب الغالي حيث أعد برشلونة أجواء الاحتفال من أضواء وموسيقى إضافة للاستعراض الذي قدمه أوسكار دالماو. ونال لويس روبياليس رئيس الاتحاد الإسباني للعبة إشادة بالغة على قراره بتسليم كأس البطولة لبرشلونة عقب مباراة الأمس وعدم الانتظار حتى نهاية الموسم مما جعل للاحتفال صبغة مميزة. وفي الطريق لهذا الإنجاز وللقب الثامن لبرشلونة في المسابقة في غضون آخر 11 موسماً، اجتاز الفريق الكتالوني فترة عصيبة بين المرحلتين الخامسة والثامنة في الدوري حيث غابت الانتصارات عن الفريق في أربع مباريات متتالية تعادل فيها مع جيرونا 2 / 2 وأتلتيك بلباو 1 / 1 وبلنسية 1 / 1 وخسر أمام ليجانيس 1 / 2 . وكانت هذه السلسلة السيئة من المباريات هي الأولى للفريق تحت قيادة مديره الفني الحالي إيرنستو فالفيردي حيث اقتصرت أسوأ كبوة سابقة للفريق في الموسم الماضي على تعادل واحد وهزيمة واحدة في مباراتين متتاليتين. وخلال المباريات الأربع، حصد برشلونة ثلاث نقاط فقط من 12 نقطة متاحة لتكون أسوأ سلسلة مباريات متتالية في مسيرة الفريق بالدوري الإسباني منذ سنوات. لكن هذه الكبوة لم تفقد الفريق هيمنته على مسابقة الدوري التي أحرز لقبها للمرة الثامنة في آخر 11 موسماً وللمرة العاشرة في آخر 15 موسماً. ورغم الهزيمة أمام ليجانيس في المرحلة السادسة وأمام ريال بيتيس 3 / 4 في المرحلة الثانية عشرة، تحسن أداء الفريق بشكل منتظم وحال دون معاناة برشلونة في الدوري. وكان أشبيلية هو المتصدر في فترة الكبوة بالنسبة لبرشلونة والتي احتل فيها الفريق الكتالوني المركز الثاني لكن برشلونة توج مساء أمس باللقب فيما يحتل أشبيلية المركز الرابع حالياً. واتسم الموسم بالتذبذب في مستوى ريال مدريد بشكل كبير كما بدأ أتلتيكو مدريد مفتقداً للقوة الكافية التي تساعده على اللحاق ببرشلونة الذي حسم اللقب قبل نهاية الموسم بثلاث مراحل كاملة. ومرة أخرى، فرض الأرجنتيني ليونيل ميسي نفسه قائداً ونجماً لبرشلونة حيث لعب الدور الأكبر في تتويج الفريق بلقب الدوري الإسباني من خلال غزارة أهدافه التي بلغ عددها حتى الآن 34 هدفاً في صدارة قائمة هدافي المسابقة بفارق 13 هدفاً عن زميله لويس سواريز والفرنسي كريم بنزيمه مهاجم ريال مدريد. واقترب ميسي بهذا من إحراز جائزة "بيتشيتشي" للموسم الثالث على التوالي وهي الجائزة التي تقدمها صحيفة "ماركا" الإسبانية الرياضية سنوياً إلى هداف الدوري الإسباني. كما عزز ميسي وضعه في الصراع مع الفرنسي كيليان مبابي مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي على جائزة الحذاء الذهبي التي تقدم سنوياً لأفضل هداف في بطولات الدوري المحلية بأوروبا. وحسم برشلونة الضلع الأول في مثلث الحلم حيث توج بلقب الدوري فيما يخوض نهائي كأس ملك إسبانيا أمام بلنسية في 25 أيار/مايو المقبل. كما يخوض الفريق تحدياً صعبا للغاية يوم الأربعاء المقبل عندما يلتقي ليفربول الإنجليزي في ذهاب المربع الذهبي لدوري الأبطال الأوروبي. وإذا نجح برشلونة في اجتياز عقبة ليفربول وبلوغ النهائي الأوروبي، سيخوض الفريق مباراتين نهايتين في غضون أسبوع واحد حيث تقام المباراة النهائية لدوري الأبطال في يونيو المقبل بعد أيام قليلة من نهائي كأس ملك إسبانيا. وإذا أطاح برشلونة بفريق ليفربول من دوري الأبطال، سيصبح الفريق على بعد مباراتين فقط من حلم الثلاثية التاريخية للمرة الثالثة في تاريخه حيث سبق له أن توج بهذه الثلاثية في 2009 تحت قيادة المدرب جوسيب جوارديولا وفي 2015 تحت قيادة المدرب لويس إنريكي. وأعرب جوسيب ماريا بارتوميو رئيس نادي برشلونة عن "قناعته" بإنجاز الفريق بعد التتويج مساء السبت بلقب الدوري الإسباني للمرة الثامنة في آخر 11 موسماً ومواصلة إنجازاته على مدار "عدة سنوات". وأكد بارتوميو أن الفريق سيسعى جاهداً لتكرار إنجاز الثلاثية في الموسم الحالي. وقال بارتوميو: "إنها أول مرة أحتفل فيها باللقب على ملعبنا بعد الفوز على ليفانتي الذي قدم أداء رائعاً. أهنئ الجميع على هذا العمل". وأضاف: "لقب الدوري الإسباني هو هدف الفريق في كل عام. الناس يتحدثون عن الثلاثيات والثنائيات، ولكننا نركز في كل عام على لقب الدوري الإسباني. الفوز بلقب البطولة ثماني مرات في آخر 11 عاماً يملؤنا بالثقة".