"النقد" وهيئة السوق المالية تؤسسان مركز فنتك السعودية

وقع معالي محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور أحمد بن عبدالكريم الخليفي ومعالي رئيس مجلس هيئة السوق المالية الأستاذ محمد بن عبدالله القويز مذكرة تفاهم لتأسيس "مركز فنتك السعودية" بالشراكة مع مركز الملك عبدالله المالي اليوم خلال مؤتمر القطاع المالي 2019.
وبموجب المذكرة، سيحتضن مركز فنتك السعودية كل من لديه الاهتمام والشغف بقطاع التقنية المالية من خلال توفير مساحات خاصة للعمل المشترك ولتصميم النماذج المبدئية للحلول الابتكارية، ومختبر تقني مجهز وبرنامج مسرِّعة أعمال. كما يهدف المركز المزمع إطلاقه إلى دعم رواد الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة فيما يخص توفير مساحات العمل المتخصصة في قطاع التقنية المالية، وتوفير مختبرات تقنية بالشراكة مع أكبر الشركات والجهات الفاعلة في القطاع، إلى جانب إطلاق برامج مسرعات وحاضنات متخصصة في التقنية المالية، كما سيقوم المركز باحتضان الفعاليات والمحاضرات التوعوية لهذا القطاع الجديد والواعد.
علماً بأن "فنتك السعودية" مبادرة ضمن الركائز الاستراتيجية لبرنامج تطوير القطاع المالي بقيادة ودعم من مؤسسة النقد العربي السعودي وهيئة السوق المالية لفتح المجال لإطلاق خدمات مالية تقنية جديدة ومبتكرة، وتسعى مبادرة "فنتك السعودية" إلى تحقيق ثلاثة أهداف أساسية، وهي: تسريع وتيرة نمو وتطور التقنية المالية لجعل المملكة وجهة للابتكار في هذا المجال، وتأسيس فهم شامل للتقنية المالية على مستوى المملكة، ودعم تطوير المنشآت الصغيرة والمتوسطة المختصة في التقنية المالية، وإنشاء منتجات وخدمات لدعم مشروعات الأعمال في جميع أنحاء المملكة. كذلك يهدف البرنامج إلى المساهمة في دخول 30 شركة متخصصة في مجال التقنية المالية في أول ثلاث سنوات.
الجدير بالذكر بأن مصطلح "الفنتك" أو التقنية المالية، تعني توظيف التقنية في تطوير كفاءة الخدمات المالية وتنويع طرق استخدامها. حيث أدى التطور الهائل في العقود الماضية في تقنية وسائل الاتصال ونقل البيانات واستخدامات الأجهزة الذكية، إلى تطور كبير في تقديم الخدمات المصرفية والمالية. وعلى الرغم من أن أجهزة الصراف الآلي، والبطاقات البنكية، والخدمات المصرفية عبر الإنترنت والهاتف الجوال، كلها منتجات تستخدم فيها التقنية المالية، إلا أن العالم يشهد اليوم تقدماً ملموسًا في مجال "الفنتك" استناداً إلى النمو في استخدام البيانات الضخمة، والهواتف الذكية، والرغبة المتزايدة لدى المستهلكين في الحصول على خدمات مالية تتناسب مع تطلعاتهم الشخصية. يضاف إلى ذلك ظهور اتجاهات تقنية جديدة؛ مثل: الذكاء الاصطناعي وسلاسل الكتل Blockchain، مما سيؤدي إلى تحولٍ مُهِم في تقديم الخدمات المالية. ولقد شهد العالم في الأعوام الأخيرة تسارعاً ونمواً ملحوظاً في الاستثمارات الموجهة نحو تطوير استخدامات التقنية المالية من أجل استحداث كفاءة أعلى ووسائل متنوعة في تقديم الخدمات المالية، وتعزيزاً للمحافظة على المكانة المتطورة للقطاع المالي بالمملكة فقد حرصت مؤسسة النقد العربي السعودي وهيئة السوق المالية على دعم هذه المبادرة وتأسيس المركز.