حلم اليقظة هو إعمال الذهن في تحقيق الرغبات، بما يحقق إشباعاً على مستوى الخيال، إذ يلجأ الأشخاص إلى خيالهم، ويشردون فيه، كي يحققوا إشباعاً لا يستطيعون تحقيقه في الواقع، وأحلام اليقظة هي أحد أهم ما يتميز به الشباب من ظواهر نفسية، وعادة يمارس جميع الناس أحلام اليقظة، ولكن من دون إغراق فيها، ومن يغرقون في أحلام اليقظة يشكون من كثرة السرحان، وعدم تذكر الأشياء، والبطء في إنهاء المهام التي يريدون إنجازها. وتعرف أحلام اليقظة بكونها استجابات بديلة للاستجابات الواقعية فإذا لم يجد الفرد وسيلة لإشباع دوافعه في الواقع فإنه قد يحقق إشباعا جزئياً عن طريق التخيل وأحلام اليقظة وبذلك يخف القلق والتوتر المرتبط بدوافعه. الأسباب التي تؤدي إلى حدوث أحلام اليقظة الإحباط وفشل الإنسان في الوصول إلى هدف ما مصاحب بشعور وجداني بالخيبة والهزيمة، وقد يعي الإنسان هذا الشعور وهو الإحباط على مستوى الوعي، وقد لا يعيه وهو الإحباط على مستوى اللاوعي، وعدم الثقة بالنفس وبقدراتهم، لذلك لدى القلة القليلة منهم فأغلبهم ليس له ما يبرره، كون الوالدين قساة وكثيري الانتقاد، أوعدوان تجاه النفس، فيحط من ثقته بنفسه، وتكون صورته عن نفسه مطابقة لذلك، فيلجأ إلى تعويض هذا الشعور بالنقص بالخيال، فيغرق في أحلام اليقظة، وعدم القدرة على التكيف. الحدود بين أحلام اليقظة الطبيعية والمرضية كل إنسان يعيش جزءا من حياته اليومية في تخطيط لما سوف يصنعه في يومه أو غده، ولكن ذلك لا يستغرقه بدرجة يتعطل معها إنجازه أو يعيقه، فالاختراعات العلمية الكثيرة التي نعيشها في وقتنا كحقائق مادية ملموسة كانت مجرد حلم يقظة في ذهن مخترعيها، فالتخيل لما يمكن أن يكون دون أن يطغى على الإنجاز الوظيفي للإنسان ومن ذلك يتضح أن أحلام اليقظة عندما تعطل أداء الإنسان لوظائفه وتعزله عن الواقع فهي مرضية. ويتوقف علاج أحلام اليقظة على معرفة السبب والعوامل المؤدية إليها فالمصاب بالإحباط عليه أن يعرف العوامل، التي أدّت إلى هذا الإحباط حتى يتخلص من هذا الشعور الذي يصاحبه بالعادة الاكتئاب أو بعض أعراضه.