أخطر ما يمكن أن تواجهه أمة من الأمم ألا يجد شبابها موضع قدم لهم في وطنهم؛ لذا ينبغي أن نزرع الأمل في شباب الوطن. إن صناعة الأمل لدى الشباب هي التي تبني الأوطان؛ حيث بات شبابنا اليوم يعرف عن العالم وما يدور فيه من أحداث كل شيء. إن الأمل ليس مجرد تصريح هنا أو هناك، بل رؤية ترى الحاضر أولاً بما له وما عليه، ثم تتشوف إلى المستقبل؛ لتجعله أكثر إشراقاً وحيوية في جميع المجالات. وهكذا نجد من يحاول أن يرسم للمجتمع السعودي صورة نمطية بائسة، تتمثل في فقدان شبابهم أي أمل في المستقبل، فما يبيتون فيه يصبحون عليه أيضاً. إن تناول هذه الصورة السلبية للمجتمع السعودي، وبخاصة لشبابها، عمل ممنهج، تتبعه وسائل الإعلام المعادية للمملكة، لكن المحزن أن يقوم قليل من أفراد المجتمع السعودي بتناول تلك الرسائل بحجة التسلية، غير مدركين ما يحاك لهم في الظلام، والأبعاد الخفية وراء تلك الحملات الإعلامية المشبوهة والمغرضة المدفوعة الأجر. لذا أدركت قيادتنا الحازمة منذ زمن طويل كل تلك المخططات التي تهدف إلى رسم صورة مخيفة للمجتمع السعودي لدى دول العالم، بوصفه مجتمعاً بدوياً ومتشددا لا يعرف الحضارة، ولا يريد أن يعرفها، وبينه وبينها أمد بعيد جداً، مجتمعا تطغى عليه روح القبلية المقيتة، مجتمعا يهين المرأة ويعتبرها من سقط المتاع، مجتمعا ما زال يعيش في القرون الوسطى، وغير هذا كثير وكثير. غير أن كل تلك المخططات ذهبت أدراج الرياح بفضل حكمة ورؤية وحزم مولاي خادم الحرمين الشريفين، ويساعده عليها عزم وشباب وحيوية أخي ولي العهد الأمين. واليوم؛ نشهد انطلاقة لم نر لها مثيلاً في تاريخنا الحديث في كل المجالات؛ حيث نرى صناعة الأمل تغزو قلوب السعوديين جميعاً، أمل ليس مجرد كلمات أو شعارات، بل واقع متجسد على الأرض، واقع تراه العيون المخلصة لوطنها، واقع شهدت به جميع دول العالم، واقع أصبح إلهاماً وإشعاعاً ونبراساً يحتذى. إن رؤية قيادتنا للمستقبل فوتت على أعداء أمتنا ما رسمته وما حاكته ضد المملكة سنين طويلة. وقد انتهى بهم الحال - كما رأى العالم - إلى تواريهم واختفائهم إلى غير رجعة. وقد أدرك الجميع قوة وصلابة المجتمع السعودي، وأنه لا تهولنه الخطوب ولا الأحداث الجسام، وأنه شعب متماسك تماسك الجبال الرواسخ، شعب يعيش الحضارة ويشارك فيها، بل يصنعها، شعب ينطلق من إيمانه العميق بالله ورسوله، شعب يلتف حول قيادته الحازمة الرشيدة أطال الله عمرها. فما بالنا - ونحن نعيش في أمن وطمأنينة، ورغد من العيش - أدامه الله علينا - نرى بعض أبناء أمتنا غير واعين أو مدركين كل هذه الأمور التي تحاول النيل منّا. إن من الواجب على شبابنا وأبنائنا أن يتوقفوا عن تناول كل ما يحاول أن يُسيء إلى مجتمعنا، حتى لو على سبيل التسلية والمزاح، حتى لا يكونوا عوناً لأعداء الوطن وأداةً لعدونا، وهم لا يشعرون بذلك. حفظ الله المملكة وقيادتها وشعبها من كل سوء، وأدام علينا نعمه ظاهرة وباطنة.. إنه سميع مجيب.