حتى وإن أتت استقالة رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم قصي الفواز متأخرة إلا أنها مفرحة ومبهجة وستكون بإذن الله فاتحة خير على هذا الاتحاد الذي لا يعرف للاستقرار ولا لصناعة القرار طريقًا منذ زمن ليس بالقليل، وهذا والله ليس تقليلا أو نيلا من شخصه أو مكانته كلا وألف لا فالرجل له كل التقدير والاحترام على الصعيد الشخصي أما على صعيد العمل ورغم قصر المدة الزمنية التي عمل بها كان بإمكانه أن يضع بصمته ويقول كلمته أمام التجاوزات التي حدثت من بعض رؤوساء الأندية خصوصاً أن لديه قرار وسلطة إلا أنه لم يفعل ولا عذر له في ذلك مهما كانت مكانة ذلك المخطئ. هذا الضعف الذي كان عليه الاتحاد ورئيسه ولجانه أمام هذه التجاوزات المرفوضة شكلاً وموضوعًا أعطى انطباعًا للكثير بأنه لا يستطيع قيادة اتحاد ورياضة ملتهبة في منافساتها وتنافسها وجماهيريتها وردة فعل إعلامها. الاتحاد القادم مهما كان اسم أو صفة أو ميول من سيترأسه عليه أن يستفيد من كل التجارب السابقة بما فيها تجربة قصي الفواز، وإلا سيكون نسخة أخرى من الاتحادات السابقة، فالقرارت لابد أن تكون على الجميع رئيس النادي الجماهيري حاله كحال إي رئيس في الدرجة الثالثة، والمنتخب السعودي لابد أن تكون له الأولوية في كل شيء تفريغ اللاعبين ووقت المعسكرات وفترات التوقف وقبل ذلك دعمه وتهيئة البيئة الصحية له ليعود قويًا بدلا من التراجع المخيف الذي إذا استمر عليه قد نجد أنفسنا في ذيل المنتخبات الآسيوية التي كانت تقيم الأفراح والاحتفالات بمجرد تعادلها مع الأخضر السعودي. لعل أول دعم يحتاجه المنتخب حاليًا والذي ننتظر من خلاله قرارًا متوقعًا من اتحاد القدم القادم هو تقليص عدد الأجانب في كل فريق من ثمانية إلى النصف كما كان سابقًا فالمراكز المهمة بكل الفرق استحوذ عليها اللاعبون الأجانب الحراسة والدفاع وصناعة اللعب والهجوم فماذا بقي للاعب السعودي وماذا بقي للمنتخب وكيف سيتم تشكيل المنتخب والأندية تعتمد كليًا على اللاعبين الأجانب! هذا الاستحواذ الرهيب على المراكز المهمة بالفرق من قبل اللاعبين الأجانب أجبر المنتخب السعودي الذي كانت تحسب له المنتخبات الآسيوية من شرقها لغربها ألف حساب لقوته ووفرة نجومه أن يخوض بطولة مهمة وقوية كبطولة آسيا بدون أي مهاجم. فاصلة من كان يتوقع أن تكون نهاية هداف العالم (2018) وأحد أبرز هدافي الدوري خلال المرحلة السابقة بهذه الطريقة وأن يكون مكانه في المدرجات وبين الجماهير متفرجًا على من استحوذ على مركزه من اللاعبين الأجانب رغم أنه في الثلاثينات من عمره وقبل فترة ليست بالقليلة ساهمت أهدافه وتمريراته بصحبة رفاقه بصعود منتخبه لكأس العالم ( 2018) رغم قوة مجموعته وصعوبتها!