تعد ظاهرة المابيمبا ظاهرة غريبة وهي تجمد الماء الساخن أسرع من الماء البارد في وسط ظروف معينة، وقد تبين من خلال الدراسات أن عملية تجمد المياه ترتبط بشكل وثيق مع كمية الماء المراد تجميده إذ إن كمية الماء الساخن هي أقل من كمية الماء البارد نتيجة التبخر وعلى هذه النتيجة فقد وقع التفسير أن الماء الساخن يتجمد قبل الماء البارد، إضافة إلى أن عملية تسخين الماء تؤثر على كمية الأملاح المعدنية، بالتالي ينعدم تأثير هذه الأملاح على عملية التجمد وهذا ما يسرع من عملية تجميد الماء الساخن. وقد حيرت هذه الظاهرة العلماء الفيزيائيين منذ أن لاحظها أرسطو قبل أكثر من 2000 سنة، ويمكن اعتبارها من أبرز التناقضات في الفيزياء، إذ إن الماء الساخن يتجمد أسرع من الماء البارد تحت ظروف معينة، وعلى هذا الاعتبار يشير الفيزيائيون إلى الخصائص الغريبة للروابط الهيدروجينية كحل لواحد من أقدام ألغاز الفيزياء لكن آخرين يزعمون أن ما يسمى بظاهرة مابيمبا هي غير موجودة بالأساس. وقد بدأت هذه الظاهرة على يد إيراستو مابيمبا إذ إنه ترك مزيج المثلجات عبر غلي الحليب وبعد ذلك تركه ليبرد قبل وضعه في الثلاجة وفي يوم ما وضع حليبه الذي كان في حالة غليان في الثلاجة مباشرة، وبطريقة مفاجئة وغريبة للجميع جمد الحليب، وفي عام 2012، نظمت الجمعية الملكية للكيمياء مسابقة تطلب فيها من العلماء شرح هذه الظاهرة، ورغم حصول الجمعية على أكثر من 22.000 ورقة علمية من مختلف أقطار العالم، لم تكن أياً منها مقنعة. ومن جانبها أظهرت التوقعات النظرية أن الماء يولد تيارات الحمل الحراري وتدرجات في الحرارة عندما يبرد كأس المياه الساخنة، يملك فروقات أكبر في درجات الحرارة، ويخسر الحرارة بسرعة أكبر من السطح، في حين يملك كأس المياه الباردة فروقات أقل في درجات الحرارة.