شهدت اللحظات الأخيرة من فترة التعاقدات الشتوية حراكاً قوياً من الفرق على غير المواسم الماضية، خصوصاً بعد ارتفاع عدد الأجانب بقائمة كل فريق، إذ وصل إجمالي التعاقدات خلال "الميركاتو الشتوي" ما يقارب ال95 لاعباً ما بين أجنبي ومحلي وبين تجديد وتعاقد، وكانت أبرز التحركات من اللاعبين المحليين هي تعاقد الهلال مع لاعب منتصف ميدان الشباب الدولي هتان باهبري وعودة المخضرمين حسين عبدالغني وتيسير الجاسم إلى فريقهما السابق الاهلي. وعلى مستوى الأجانب فتعاقد "الزعيم" مع الإيطالي سيباسيتان جيوفينكو، كما وقع الشباب مع المهاجم الغامبي أبو بكر ستيف تراولي، فيما عاد التونسي أحمد العكايشي إلى السعودية عبر الاتفاق. من جانبه أوضح المدرب الوطني الدكتور عبدالعزيز الخالد أن فترة التعاقدات الشتوية قصيرة جداً ويتحكّم فيها عاملان هامان هما حاجة الفريق واللاعب المتاح، خصوصاً و أن هذا التوقيت يكون فيه ندرة وقلة في اللاعبين المتاحين، وقد تجبر الأندية على بعض التنازلات من النواحي الفنية وتتم تعاقداتها لسد ثغرات صفوف الفريق، وذلك يتطلّب تأقلم اللاعب الذي جاء في مرحلة صعبة وسيشارك في المباريات مباشرة وهو لم ينتظم مع الفريق بفترة الإعداد. وبيّن الخالد أنَّ الانتقالات الشتوية قد تكون لعدد محدود من اللاعبين لا يتجاوز عنصراً أو اثنين، وهذه تعود لوجهة نظر المدرب الفنية، ونجاحهم يعود لدقة الاختيار وعملية البحث الجيدة. و أكدَّ الخالد على أن الفيصلي يعتبر أنموذجاً في الاستقطابات المحلية والأجنبية، واستثماره للاعبين بعد التعاقد، وهذا يؤكد على تميز إدارته من ناحية التخطيط والتفكير والتعامل الفني مع الصفقات، مشدداً على أن الأندية شهدت حراكاً ودعماً غير مسبوقين وعليها الاستفادة منها. فترة للتصحيح وأعتبر المدرب الوطني السابق حمود السلوة أن فترة الانتقالات الشتوية للتصحيح لجميع الفرق، وغالبيتها تنجح في ترتيب بعض أوراقها المبعثرة، وتسعى لسد ثغراتها الفنية بعد مرور أكثر من منتصف الموسم، مشيراً إلى انها فترة هامة وتستفيد منها الفرق بشكل كبير في إجمالي التعاقدات، وتحديداً الفرق القوية والتي تملك سيولة كافية تتيح لها البحث في اتجاهات عدة إتجاهات من دون النظر إلى المعوقات المالية مثل الهلال، النصر، الاهلي، الاتحاد، والشباب وكل فريق لديه الإمكانات المالية. وأضاف "الانتقالات الشتوية فترة هامة لتقييم التعاقدات التي أبرمت بداية الموسم، ومنها ترتب الفرق صفوفها وتجد لاعبين يغادرون بعد فشلهم ولاعبين يستمرون لتميزهم وتقديمهم الإضافة الفنية مع فرقهم"،مبيناً أن المستوى الفني يرتفع بالدور الثاني غالباً،لكون الفرق رممت الصفوف وحلت المشاكل الفنية والعناصرية بعد تجارب ومباريات رسمية ومحك حقيقي للاعب المحترف. عودة الديون وأكد حارس الاتفاق والهلال الأسبق فايز السبيعي على أن ملف التعاقدات للفترة الشتوية شهد حراكاً قوياً من جميع الفرق، بهدف تصحيح أوضاع فرقها من النواحي الفنية وتدعيم الصفوف بحسب الإحتياجات، وهو ما اتضح من خلال غالبية الصفقات المحلية أو الأجنبية التي أبرمت في غضون الشهر الماضي وقبل إغلاق الفترة. وتابع "تميزت بعض الفرق وجلبت عناصر مؤثرة جداً، خصوصاً الهلال والتعاون لجلبهما لاعبين مميزين وقدموا مستويات ساهمت بتحقيقهما النتائج الإيجابية، كما أن النصر والأهلي لديهما محترفون لعبوا دوراً هاماً في تعزيز قوة الفريق وتشكيل الإضافة الفنية داخل المستطيل الاخضر مثل ديجانيني في الاهلي وامرابط في النصر"، مشدداً على أن اللاعب الأجنبي إن لم يكن أفضل من اللاعبين المحليين فوجوده يعتبر ضررا ماليا وفنيا، والإبقاء على اللاعب المحلي قد يسد الخانة ويوفر بعض الخسائر المالية على الفرق. وشدد فايز على ضرورة استغلال الفرق لدعم الهيئة العامة للرياضة والدعم غير المسبوق من سمو ولي العهد، والذي أنقذ غالبية الفرق من الديون المتراكمة، والتي كانت تشكل هاجساً لها طيلة السنوات الماضية، ولذلك يجب عليها الاستفادة بطريقة مثالية وعدم إقحام الأندية من جديد بديون قد تعيدها للأزمات المالية والمشاكل الإدارية الخانقة. رصد الاحتياج وأوضح رئيس القادسية الأسبق جاسم الياقوت أن الأندية تتحرك في الوقت الضائع لإجراء التعاقدات بالفترة الشتوية وكأنها لا تعلم مواعيد هذه الفترة وحاجتها الفنية من العناصر الأجنبية، لذلك يجب عليها كإدارة أن تضع تخطيط تسير عليه وتبدأ في رصد الاحتياج الفني باكراً ومن ثم عملية البحث عن اللاعب المحترف المناسب، تفادياً لضيق الوقت وعدم توفر اللاعبين بكثرة في هذا التوقيت، خصوصاً وأن غالبية المحترفين مرتبطين بعقود مع أنديتهم. وزاد "ما نشاهده اليوم هو تعاقدات بالكم وليست بالكيف، بسبب كثرة العدد الذي افتقدت معه الفرق التركيز على صفقاتها، وأصبحت التعاقدات شبه عشوائية ومن دون فائدة وجدوى فنية داخل الملعب، مشيراً إلى أن عدداً من الفرق بحسب قدرتها المالية وحسن تفكيرها وتدبيرها نجحت في إبرام صفقات مؤثرة، والبعض منهم لم يحقق الفائدة الكبيرة. واختتم الياقوت "يجب على الأندية استغلال دعم حكومتنا الرشيدة واهتمام سمو ولي العهد بأنديتنا وتقنين المصاريف واستغلالها بشكل جيد، كما يجب على الهيئة العامة للرياضة مواصلة التدقيق المالي والمتابعة المستمرة لتحركات الأموال في الأندية وأين تصرف، لا سيما وأنها قدمت لها دعما استثنائيا هذا العام. الياقوت: الإدارات تتحرك في الوقت الضائع الخالد: الخيارات محدودة و«عنابي سدير» أنموذجاً السبيعي: على الأندية الاستفادة من دعم هيئة الرياضة السلوة: فترة تصحيح لجميع الفرق الاتفاق دعم هجومه بأحمد العكايشي النصر تعاقد مع مايكون قبل إغلاق الفترة الشتوية هتان باهبري أبرز الصفقات المحلية