المجتمعات الإنسانية المنتظمة التي يسود التفاعل بين أفرادها -سواء كان إيجاباً أو سلباً- فإنه لزاماً لهذا التفاعل، أن يحدث اختلالات في النسق الاجتماعي والبناء القيمي، مما يتطلب العمل من المؤسسات ذات الاختصاص أن تمارس أدوارها ووظائفها بكفاءة عالية لتحد من آثار تلك الإشكاليات التي تفرزها هذه الأحداث وإرهاصاتها على المجتمع الكلي، وفق الخطط الاستراتيجية المبنية على المنهج العلمي الرصين للتعامل مع تلك الظواهر الاجتماعية بكل تفاصيلها وجزيئاتها وتحدياتها.!! ومن المؤسسات الاجتماعية الرائدة في وطننا الغالي في الاتجاه الاجتماعي الإنساني.. (المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام) إخاء، والتي شكلت بقرار مجلس الوزراء الموقر رقم 14 في العام 1424 ه وتهدف إلى رعاية الأيتام «ذوي الظروف الخاصة» بعد سن الثامنة عشرة من العمر لليتيم، ويرأس مجلس إدارتها معالي وزير العمل والتنمية الاجتماعية، وقد جاء رأس الهرم للمنظومة الاجتماعية في الدولة لقيادة مجلس هذه المؤسسة، إيماناً بأهمية رسالتها السامية في رعاية هذه الفئة الغالية على الجميع. والقارئ والراصد الحصيف بعين الباحث السوسيولوجي لمؤسسة إخاء، في طريقة تعاملها مع أبنائها، يلحظ وبجلاء قيامها بالأدوار الثلاثة المهمة في التعامل مع العميل «الابن اليتيم» من منظور واقع الخدمة الاجتماعية (الوقائي والإنمائي والعلاجي) بداية بالجانب الوقائي للحفاظ على الأبناء الأسوياء من أي سلوك سلبي يوثر على شخصيته، والجانب الإنمائي في تطوير مهاراتهم واكتشاف مواهبهم وتقديم الدعم المهني والتشجيع لتحقيق النجاح والتفوق في كل المجالات، وكذا تعزير القيم الاجتماعية السامية، وتقديم البرامج العلاجية لمن تعثر في مسيرته أو أخفق في بعض جوانب الحياة. وأبناء «إخاء» ذوي الظروف الخاصة هم الأيتام الذين لا أسر لهم، وتقدم لهم المؤسسة الدعم النفسي والاجتماعي والعاطفي.. بالإضافة إلى التدريب والتأهيل والتمكين الوظيفي لهذه الفئة الغالية علينا.. حتى احتفلت مؤخراً بتوظيف اثنا عشر من أبنائها في مؤسسات الدولة الحكومية، والأكيد، أن جمعية (إخاء) التي باتت تشكل عنواناً للوفاء.. هي البيت الكبير والقلب الحنون الذي يحتضن أبناءه بالحب والوفاء، والأبوه الحانية.. وكل المعاني الأخوية السامية لكل المنتمين له. أخيراً، إنه وبالعزم والإصرار والنجاح والعمل التضامني يتغلب أبناء إخاء على ظروفهم ويهزمون معاناتهم، وبالدعم المجتمعي والتثقيف والوعي من أفراد المجتمع في التعامل مع أبنائنا الأيتام سيصنع منهم أبطالاً وعباقرة ومبدعين يساهمون في بناء ورقي ونهضة وطنهم. * إعلامي وباحث إجتماعي