تحية لنادي الصقور السعودي بعد إعلان موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية تسجيل مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور في نسخته الأولى كأكبر بطولة سباق للصقور في العالم بمشاركة 1723 صقراً، وهذا إنجاز يحسب للنادي الذي نظم أول مهرجان بمعايير دولية مميزة، وبمستوى ضخم في عالم مسابقات الصقور. لقد كنت في زيارة للمهرجان واندهشت مما شاهده على أرضه، بل لم يخطر في مخيلتي شيء مما رايته لا من حيث المكان الذي يقع على مساحة 650 ألف متر وتجهيزاته، ولا من الفعاليات المتنوعة والثرية التي قدمت للزوار مجموعة من المعارف والعلوم المتعلقة بحياة الصقور وأنواعها وأشكالها بمتحف الصقور، وشرح طرق تدريب الصقور والصيد بها بمنطقة الصقار الصغير، كما أسهمت الفعاليات في دعم الصقارين وتعزيز الحفاظ على هواية الصيد بالصقور كموروث وطني أصيل، وكذلك تنمية الاستثمار في تربية الصقور ومستلزماتها من خلال تقديم المسابقات التنافسية كمسابقتي الملواح (الدعو) 400 متر، ومزاين الصقور المدعومة بجوائز مالية محفزة تجاوزت 17 مليون ريال، كما لم يغفل مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور تفعيل جانب الترفيه لجميع فئات مرتاديه من خلال تنظيم الأمسيات الثقافية والشعرية والإنشادية وتقديم العروض التراثية والفنية العالمية، كما أتاح للزوار فرصة ممارسة هواية الرماية بالسهام والبنادق الهوائية، إضافة إلى فتح سوق تراثي يحتضن أكثر من 36 محلاً، ويعمل فيه حرفيون يمارسون عدداً من الصناعات اليدوية التراثية ذات الطابع التقليدي الأصيل التي تتنوع بين محال للمنحوتات، والتراثيات، والفخاريات، وتفصيل الملبوسات والأحذية الجلدية، ومشاغل الخياطة التراثية والسدو، وكذلك تهيئة منطقة للمطاعم والأسر المنتجة. هذا المهرجان بفعالياته المتنوعة والشيقة حول تلك الأرض التي كانت عديمة الحركة والسكان إلى مدينة حية مكتظة بالحضور، ومنصة رائدة للتعريف بهواية الصقارة والصيد بالصقور وتعزيز المحافظة عليها، وكون تجمعاً عالمياً للتعارف بين الصقارين والتواصل بينهم، ورافداً ثقافياً واقتصادياً لهم، إلى جانب انه دفع الحراك الترفيهي في المجتمع.