جميل أن تبدأ التخطيط للمستقبل من حيث انتهى الآخرون، والأجمل منه أن تشرك الجمهور والمستفيدين في صناعة القادم من أيامهم، مع انطلاقة العام غرد رئيس هيئة الترفيه معالي المستشار تركي آل الشيخ بمجموعة من التغريدات وضع فيها حجر الأساس لخطة التعامل مع الترفيه بالمملكة بمفهوم أوسع، أكثر ملاءمة للعصر، إلا أن اللافت للنظر هو طلب آل الشيخ الصريح من مبدعي المملكة وأصحاب المشروعات الترفيهية التقدم بمقترحاتهم وأفكارهم للهيئة وتقديم النصح والدعم لفريق عملها، وهي المبادرة شديدة التميز للتفاعل مع جمهور المملكة بفاعلية وعن قرب للتعرف على اهتماماته وأولوياته دون الانفصال في برج عاجي بعيد عن الواقع المجتمعي وتطوراته الدائمة. بالإضافة لجدة ثقافة الاستشارة والتواصل المباشر بين المسؤول والمواطنين، نأتي على جوهر التغريدات المُشار إليها، فهيئة الترفيه على حداثتها تمثل العنصر الحضاري لبرنامج التحول الوطني بالمملكة، ولابد أن تتناسب رؤية الترفيه في المملكة شكلاً وموضوعًا مع احتياجات مُستقبلي خدمة الترفيه الذين حُرموا من التنوع على مدار أعوام، منذ بداية تكليفه بالمنصب، طالعنا تصريحات واعية لآل الشيخ بخصوص مُحتوى الترفيه الذي ينبغي أن يتعدى مفهوم الحفلات الغنائية والموسيقى لآفاق أوسع وأبعد، فضلاً عن مُبادرات لإبرام عقود فعاليات من حول العالم، الأمر الذي سيساهم بشكل كبير في صياغة خريطة ترفيه تحترم جميع الأذواق وتلبي الاحتياجات الترفيهية كافة، ولكن على الجانب الآخر، يبقى تحدي استهداف الفئات العمرية الأكبر سنًا شأناً شديد الأهمية، ففي حين تأتي غالبية الفعاليات مُركزة على الفئة الشبابية في المقام الأول، وتستلهم روح الشباب الصاخبة والحيوية، لابد أن نتساءل أين حظ كبار السن والمتقاعدين من خطة الترفيه، بعد أن خدموا الوطن وأفنوا أعمارهم في سبيله؟ أتمنّى أن تستهدف خطة الترفيه كبار السن ليس بشكل عابر، وإنما على نحو مُعزز. من العوامل أو المقترحات أيضًا، والتي من شأنها تحسين أداء هيئة الترفيه في الفترة المقبلة، وتحسين جودة برامج الترفيه بشكل عام، القيام بعملية تصنيف للشركات العاملة في مجال تنظيم الفعاليات الترفيهية، مع تقييم أدائها من حيث الالتزام بالجداول الزمنية الموضوعة وإخراج المشهد العام في ثوبه الحضاري الأمثل، ومن ثم استثناء الشركات غير المُلتزمة وضعيفة الأداء عن المساهمة في خطة عمل هيئة الترفيه وفعالياتها، لضمان التعامل مع العناصر المهنية الأكثر جودة وفاعلية، من جهة أخرى علينا النظر قليلًا إلى حضور هذه الفعاليات الترفيهية، والتأكد من ملاءمتها لكافة الشرائح الاقتصادية من المواطنين، لذا أقترح تكوين لجنة لمناقشة أسعار التذاكر لضمان تدرجها العادل ووجود تخفيضات للفئات المستحقة كالطلاب وأصحاب الهمم.