في خطوة مثمرة نحو تنمية الثروة الزراعية والاهتمام بسبل تطويرها انطلق 15 مزارعاً في رحلة سفر استكشافية نحو الفلبين في محاولة جادة للاطلاع على تجاربهم المميزة في استثمار الزراعة وسبل تطويرها، وتأتي هذه المبادرة من أجل تأهيل المدرجات الزراعية وتطبيق تقنيات حصاد مياه الأمطار في الجنوب الغربي من المملكة والتي تشمل الطائف والباحة وعسير وجازان، كما تهدف إلى ضمان تحقيق الأمن التنموي والغذائي من خلال تأهيل 1.600 هكتار من المدرجات الزراعية وتطبيق تقنيات حصاد مياه الأمطار فيها، ومن ثم زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية الاستراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية الريفية، والذي يعتبر أحد مبادرات وزارة البيئة والمياه والزراعة ويشرف على تنفيذه مجلس الجمعيات التعاونية. وكشف رئيس فريق شركة صناع السياحة في الرحلة الاستكشافية وعضو اللجنة الوطنية الزراعية بمجلس الغرف السعودية م. راضي عبدالله الفريدي إلى أنهم قاموا بزيارة تسع مزارع سياحية مميزة تقدم الكثير من البرامج والأنشطة والخدمات مع الأخذ بعين الاعتبار مقابلة صناع القرار في الزراعة والسياحة الفلبينية والتي مكنتهم من التعرف على الكثير من مقومات تكامل الزراعة والسياحة، وأبرز أنواع الاستثمار بالسياحة الزراعية، ثم كيفية تصميم مرافق المزرعة السياحية وإدارة وتشغيل مرافق المزرعة السياحية وأيضا إدارة المخاطر بالمزارع السياحية والتعرف على صفات وملامح المزرعة السياحية والمجتمع المحلي وعقد شراكات وعمالة مدربة علاوة على زيارة معرض الاستثمار الزراعي الدولي والتعرف عن قرب على الدعم الحكومي للاستثمار بالسياحة الزراعية. وأشار الفريدي إلى أن فريق المزارعين تنقل في عدة محطات كان أهمها الاطلاع على تجربة قرية تاجايتاي السياحية والتعرف على السبل التي تم فيها تطوير الزراعة بربطها بالسياحة العلاجية لبضعة أعوام مما أثر بشكل كبير على الجانب الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، كذلك اهتمام الفلبين ببناء علاقة مميزة مع أصحاب المزارع المجاورة وأثر مثل هذه العلاقة التكاملية في تطوير السياحة الزراعية، مع اطلاعهم على 300 نوع من المزروعات والحيوانات والطيور في مساحة تتجاوز 100 ألف متر مربع، استطاع أصحاب المزرعة توظيفها بنجاح في صناعة السياحة الزراعية. وأكد الفريدي أن من أهم سبل نجاح السياحة الزراعية في الفلبين والتي تدعوا إلى التأمل التكامل بين الزراعة المائية والسياحة الزراعية وكيف نتج عنه الكفاءة باستخدام مياه الري ونظافة المكان وجودة المنتج وتوفره على مدار العام، وهي عوامل مهمة ساعدت مزرعة YOKL أكبر مزرعة مائية سياحية بالفلبين في تميزها في صناعة السياحة الزراعية والريفية وبالخضار والفواكه الطازجة. وخلص الفريدي في رحلة اكتشاف تجربة صناعة السياحة الزراعية بالفلبين إلى أن البيئة النظيفة وتوفر الخدمات وحسن تنسيق أقسام المزرعة وتنوع المزروعات والحيوانات مع تقديم الأطعمة والمشروبات مع تعدد البرامج والأنشطة تقدم جميعها في منظومة متكاملة في قالب يغلب عليه المتعة والترفيه والتعليم المميزة، تساعد في نجاح مشروع السياحة الزراعية وفي تنيمه الأرياف واستدامة الزراعة في المناطق الريفية مع تأكيده على أن يتوفر بإدارة المزرعة السياحية حب العمل والصبر والعمل بذكاء في تقديم البرامج والأنشطة والخدمات مع السعي الدائم والمستمر في التطوير وعقد الشركات المحلية والدولية في مجال السياحة الزراعية وإشراك المجتمع المحلي وقطاع العمل الخيري والتعاوني.