واصل شعراء أمسيات الشِّعر الشعبي بالمهرجان الوطني الثالث والثلاثين للتراث والثقافة، تألقهم وإبداعهم حيث أقيمت الأمسية الثالثة على مسرح قاعة المؤتمرات بجامعة الملك سعود للعلوم الصحية وسط حضور جماهيري متميز في مساء جميل من مساءات "جنادرية 33"، وكان عشاق الشِّعر ومحبوه على موعد مع فرسان أمسية الجنادرية، وهم كل من الشعراء: خليفة مصبح الكعبي من الإمارات، وعيضه السفياني، ناصر القرني، زايد الرويس، وكانت البداية مع المنشد عبدالسلام الشهراني، الذي أثرى الأمسية بجمال أدائه الرائع للشيلات الشِّعرية، ثم تقدّم مدير الأمسية الإعلامي يوسف السليس، الذي أدراها بهدوء وتميز وجاء في تقديمه: "ثلاثة وثلاثون عاما والجنادرية يوماً بعد يوم تتجدد، ثلاثة وثلاثون عاما والعطاء يزداد تحت مظلة الحرس الوطني، وبإشراف ورعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله"، ثم قدم تعريفا بفرسان الأمسية، بعد ذلك بدأت من قبل الشاعر الإماراتي خليفة مصبح الكعبي، الذي نثر إبداعاته الشّعرية في مساء "الجنادرية33"، وكانت البداءة قصيدة رائعة منها: المملكه عبر الزمن عز وثبات ماهي تزعزعها الفتن من كل صوب لو فرقتنا حدود من اربع جهات الدم وحدنا على حد الجنوب بعد ذلك تقدّم الشاعر زايد الرويس، وكان متميزاً شعراً ونثراً، فقد ألقى قصائد رائعة ومختلفة، لكنها جميلة الحرف والمعنى، منها هذه الأبيات الوطنية: المجد له سيف من حديّه لنصابه صفحات بالحزم قبل العزم مكتوبه يستاهله من بطش باعداه مخلابه سلمان الامجاد قلبٍ ينبض عروبه يوم اليمن أصبحت لوحوشها غابه رايات جيشه مع أهل الحق منصوبه ومما زاد جمال هذه الأمسية عن مختلف الأمسيات السابقة هو تقديم الشاعر ناصر القرني بعض الألوان الشعبية التراثية الشّعرية، وكانت لها نكهة ومذاق خاص، وكان الوطن حاضرا حتى في أشعاره الغزلية: يا وطنا من أرضك سيد المرسلين عاش عمره على ارضك واندفن في ثراك يا وطنا جمعت الخير دنيا ودين باقي في شبابك ما تغير صباك موتو من القهر والغيض يا حاسدين موت بحسرتك يالعذال وارجع وراك شعبنا والقياده صف متشابكين ما تزعزعهم الفاظ الحسد والحراك وقد تميز الشاعر المشاكس عيضه السفياني بجزالة أشعاره، وبراعة الإلقاء، وجمال الحرف خاصة أبياته الوطنية: لكم يا سيدي سلمان بيعه ما تظام يجري غلاها مع دمانا ما خطبنا ودها بيعه نعاهدكم عليها عهد في البيت الحرام من دونها ما يدخل الباطل في سدها حنا سهامك ناطحين بروسنا روس السهام اضرب بنا يابو فهد روس العدا ونصدها وقد تحدث ل "الرياض" المشاركون في الأمسية، فقال في البداية الشاعر الإماراتي خليفة الكعبي: "سعادتي لا توصف بهذه المشاركة، وشرف كبير بالنسبة لي أن أكون موجودا على منبر كبير في الخليج مثل منبر الجنادرية بين شعراء مبدعين، وأتمنى أن أكون قد أضفت ما يليق بالشِّعر، وأن أكون مثلث الإمارات خير تمثيل"، وعبر عن مشاعره الشاعر زايد الرويس بقوله: "أمسية الجنادرية بالنسبة لنا كشعراء تعتبر حلما لأي شاعر، خصوصاً الشعراء الذين زاملوني في الفترة الشِّعرية نفسها، فقد كانت ولا تزال المشاركة في الجنادرية شهادة تفوق، ولذلك كان الجميع يحرص على أن يكون اسمه ضمن الموجودين في أمسيات الجنادرية، والحمد لله الآن بعد عشرين سنة من الركض في دهاليز الساحة الشعبية وجدت كل التقدير والمحبة"، كما قال الشاعر ناصر القرني: "الانطباع الذي انعكس عن بداية الأمسية إلى الآن انطباع بمعنى الكلمة، فقد شدني تفاعل الجمهور، وكذلك قامات زملائي الشعراء المشاركين معي في الأمسية، كذلك شدني كثيراً المنظمون والقائمون على الأمسية بهذه الطريقة الاحترافية في استقبال الضيوف، والتعامل مع الجمهور، يعني إدارة المكان بشكل كامل، فشعوري لا يوصف كمشاعر كل شاعر يتمنى هذا المنبر ليغرّد لوطنيته، فمنبر الجنادرية منبر شامخ، من خلاله يعكس الشاعر وطنيته"، وقال المنشد عبدالسلام الشهراني: "بداية أشكر جميع القائمين على تنظيم هذه الأمسية الجميلة والمكتملة، وهذا أكبر دليل على أن الشِّعر له محبون وعشاق من المجتمع، وسعيد بهذه المشاركة الوطنية الواجبة على كل شاعر، وأعتز بوجودي اليوم في الجنادرية أولاً كمواطن سعودي محب لوطنه، وكشاعر ومنشد يسعد بهذا الوجود في هذا المكان، ووجود الجمهور اليوم أضاف لنا روح الحماس، وكان محفزا لنا على التميز"، ويقول الشاعر عيضه السفياني: "أنا سعيد جداً بهذه الأمسية، ومشاعري بها نوع من الفخر والسرور، وانطباعي عن الأمسية كفارس في معركة هذه الليلة، والجنادرية دائماً فعالياتها ناجحة ومتميزة، ومشاركتنا اليوم وسام شرف وإكرام لنا، وسرني وجود وتفاعل الحضور الذي امتلأت بهم القاعة، ونتمنى أننا أدخلنا السرور لقلوبهم"، وعبر الإعلامي يوسف السليس عن مشاركته بقوله: "أمسية الليلة جميلة جداً، وزاد من جمالها أن الخطوط مختلفة، فكل شاعر له خط مختلف عن الآخر، وقد تنوعت قصائدهم ما بين الوطنيات والاجتماعيات والغزليات غيرها، والجميل ما شاهدناه من الألوان الشعبية في هذا المساء، فقد قدّم الشاعر ناصر القرني بعض الألوان الشعبية الرائعة، بصراحة الأمسية الليلة فيها فن راق ومتميز، كأنها معدة بسيناريو خاص، فكان فيها هدوء شاعر وفوضوية شاعر وجهورية شاعر وسلاسة شاعر، وزاد تفاعل الجمهور من جمال الأمسية". وفي مسك الختام، قام رئيس لجنة الأدب الشعبي الأستاذ سعد الحافي بتسليم الدروع التذكارية للمشاركين في الأمسية. المنشد عبدالسلام الشهراني الأمسية شهدت حضورا جماهيريا كبيرا (تصوير/ محمد المبارك)