أمام سيل الكرم الذي يقابلك به أهالي طريف كبيرهم وصغيرهم، يبدو أن الفنادق والمطاعم تعاني، يقابك من تعرف ومن لا تعرف، فيصر على دعوتك، ولا مناص من تلبية الدعوة وإن لم يكن فلا عذر إلا بتحديد موعد مؤكد. ويغلف أهل طريف مأدبتهم العامرة بوجه بشوش وسعادة بالغة.. كرم في المآكل وكرم عند اللقاء قبله وبعده. وعندما دارت عجلة مشروع وعد الشمال، وجد القائمون على المشروع في أبناء طريف خيارهم المنشودة.. خلق رفيع وقدر عال من الالتزام ورغبة جادة في التعلم. الجاذبية الأكبر في طريف بأهلها الطيبين، فالغريب هنا لا يشعر بالغربة يخالجه شعور لا ينفك أنه بين أهله وناسه، لذا استقر كثير من العاملين في مشروع وعد الشمال بأسرهم وقد اندمجوا سريعاً في الحياة الاجتماعية. وإن كان مشروع وعد الشمال قد قام على جغرافية أرض الحدود الشمالية التي تمتلك سبعة في المئة من المخزون العالمي من خام الفوسفات، فإن أهالي طريف يمثلون قيمة مضافة لهذا المشروع بطيبهم وكرمهم وحسن معشرهم. وزيادة على ذلك فإن المعهد السعودي للتعدين ومدارس التميز التي بادرت معادن إلى تأسيسهم في المنطقة، كشفت عن عقول مبدعة وخلاقة أبهرت المعلمين وزوار مشروع وعد الشمال. وهذه الأيام يعيش أهالي طريف فرحة غامرة ترقباً لمقدم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، فلا حديث يعلو على هذه الزيارة المباركة.. برسم الحب والوفاء لقيادة ساهرة من أجل رفعة الوطن ونمائه وازدهاره ورفاه أبنائه. المشروع يعد أنموذجاً فريداً في تكامل القطاعات