إن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - لمنطقة القصيم دليل واضح على اهتمامه وحرصه - حفظه الله - على الوقوف بنفسه على مصالح واحتياجات المواطنين والالتقاء بهم. ولا شك أن هذه الزيارة الكريمة لخادم الحرمين الشريفين هي امتداد لنهج جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - في التواصل مع المواطنين في جميع مناطق الوطن الغالي، وهذا ما سار عليه من بعده أبناؤه البررة، الذين جاءوا من بعده، سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله رحمهم الله. فهذا الشيء ليس بمستغرب على قيادتنا الرشيدة. إن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لمنطقة القصيم وللمناطق الأخرى بما تحمله من معاني التواصل بين الراعي والرعية، فهي إلى جانب ذلك زيارات تحمل بشائر الخير للوطن والمواطن، من خلال مشروعه الوطني الكبير، بتعميم معالم التطور والنمو على كل مظاهر الحياة العامة والخاصة في كل أرجاء الوطن، ودعم مقومات بناء الاقتصاد الوطني على أسس متينة من التخطيط والتنظيم والعمل الجاد. ولعل أهم مقومات هذا البناء هو بناء الإنسان السعودي وتأهيله وتهيئته، من خلال صروح العلم والمعرفة، وبناء حقول العمل، وبسط مساحة واسعة من فرص الاستثمار ذات العائد الاقتصادي المتنامي والقائم على معطيات استغلال الثروات الطبيعية التعدينية والبترولية في المملكة، ورفع القيمة المضافة من خلال التركيز على توسيع قاعدة الصناعات الثقيلة والاستراتيجية، ومن ثم تأهيل اقتصاد الوطن للتعامل مع متطلبات المنظومة الاقتصادية العالمية، فيما يعرف بمنظومة التجارة العالمية الحرة، وذلك وفق معايير تنسجم مع الخصوصية السعودية، التي تركز في أولوياتها على مطابقة هذه التعاملات مع المعايير الشرعية السليمة، والتركيز على حفظ مصالح الاستثمارات الوطنية، وخلق بيئة استثمارية تستوعب التمازج الاقتصادي العالمي، الذي أصبحت المملكة أحد أهدافه بما لها من ثقل اقتصادي ضخم، يقوم على ناتجها ومخزونها البترولي الهائل وموقعها الاستراتيجي، وبما تمثله من مكانة كبيرة في قلوب الملايين من المسلمين في أرجاء المعمورة. إن الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، وهو يقدم هذه الصورة النموذجية لوطنه ومواطنيه، فإنه يسعى من خلال زياراته لأبنائه كل في موقعه على خريطة هذا الوطن الكبير إلى تعميق المسؤولية الجماعية تجاه الوطن وسلامته والمحافظة على مكتسباته ومقدراته. فأهلاً بملك الحزم والعزم بين أهله وأبنائه ومحبيه في منطقة القصيم. * رجل أعمال