لكل شر يحدث في اليمن يدان، أولاها إيرانية، تريد إكمال مسيرة تصدير ثورتها، وإحاطة السعودية ودول الخليج بشرورها وميليشياتها وصواريخها، بينما تمثل اليد الثانية، خبث أموال قطر المتوحشة، والتي نذرها نظام الحمدين لتدمير دول الشرق الأوسط، وتهجير الشعوب منها دولة دولة.. السعودية والإمارات وبقية دول أعضاء حلف الحزم وإعادة الأمل دخلوا في حرب طويلة الأمد مع عناصر ميليشيات الحوثي، ممن كانوا يجندون شباب الشعب اليمني، ولا يستثنون النساء والأطفال، فكانت جهود الحلف وشرعيتهم تواجه بالغش والتحايل، والتحرك بطرق العصابات، والتخفي بين المدنيين، وتأكيد أعمال القرصنة في البحر، وسد المنافذ، والاستيلاء على المساعدات الدولية، والتي كانت ترسل إلى الشعب اليمني من خلال مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية، فيتم بيعها في السوق السوداء، مع استمرار الحوثي بالتغرير بالمنظمات الإنسانية، ونقل الصور المغايرة للواقع، مما سبب تفشي الأمراض بين الشعب اليمني، ونشر الفقر والفوضى، وتأصيل البلطجة، وترهيب وإخماد كل صوت يماني حر، والإمعان في الخطف، والقتل، والتشريد لكل من يقف مع الشرعية. السعودية والإمارات والحلف، لم يكونوا يوماً ضد السلام، ولا ضد محادثات التفاهم، والتي كانت تتم في الكويت، وتفشل، وتمتد إلى عمان، وتفشل، وكانت تتم بين الحوثي ومسؤولي هيئة الأممالمتحدة ومندوبيها، فلا تخلق إلا مزيداً من التعنت الحوثي، والجموح، وتقصد مدن المملكة بهجمات الصواريخ البالستية، واستغلال فرص المفاوضات، لمزيد من التدمير لمؤسسات وأنظمة الداخل اليمني. تلك حكاية من لا ذمة لهم، ولا ضمير، ومن سعوا لتحطيم عروبة اليمن، وظنوا بأنه من السهل عليهم أن يخدعوا العالم طوال الوقت. وإذا عرف السبب، بطل العجب، فلكل شر يحدث في اليمن يدان، أولاها إيرانية، تريد إكمال مسيرة تصدير ثورتها، وإحاطة السعودية ودول الخليج بشرورها وميليشياتها وصواريخها، بينما تمثل اليد الثانية، خبث أموال قطر المتوحشة، والتي نذرها نظام الحمدين لتدمير دول الشرق الأوسط، وتهجير الشعوب منها دولة دولة. وقد تنبهت أميركا لما يحدث بجهود سعودية إماراتية مكثفة، فدعا وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس إلى محادثات سلام حول اليمن في غضون الثلاثين يوماً المقبلة، وحتمية التوصل إلى حل، موجهاً تحذيره لإيران من نتائج تماديها في إضرام الصراع باليمن. كما حدد أن بنود محادثات السلام يجب أن تشمل وقف القتال وإبعاد الأسلحة عن الحدود السعودية، ووضع الصواريخ تحت إشراف دولي، معرباً عن اعتقاده بأن السعودية والإمارات على استعداد للمضي في محادثات بهذا الشأن، ومشدداً: نريد للأطراف أن تلتقي في السويد وتناقش حدوداً منزوعة السلاح حتى نمنع استمرار الصواريخ الحوثية الموجهة للبيوت والمدن والمطارات. كما أضاف: أؤمن أن السعوديين والإماراتيين جاهزون للسلام، ولولا انسحاب الحوثي من آخر جولة دعا إليها المبعوث الأممي لربما كنّا في الطريق نحو ذلك. وقد حدد الوزير الأميركي أن وقف المعارك سيتيح لمبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن مارتن غريفثس جمع مختلف الأطراف في السويد حول طاولة واحدة، مع ضرورة وقف إطلاق النار، والخروج بحل متوازن. وأكد الوزير على أن الإيرانيين استمروا في إمداد الحوثي بالخبراء والمقاتلين، وعطلوا حرية الملاحة في البحر الأحمر من خلال تجاوزات السفن، التي تقوم بتهريب الصواريخ والسلاح. ومن الطبيعي أن هذه الأزمة الطويلة، والتي تدخلت فيها أغراض سياسية لدول كبرى لم تكن تريد لها أن تنتهي، كانت في حاجة لوقفة أميركا القوية، والتي تعرف أين يقبع سر الشرور، فأكد الوزير على أن الإيرانيين يشعلون هذه الحرب من خلال وكلائهم في الشرق الأوسط، «لكنهم لن يفلتوا من المعاقبة وسوف نحملهم المسؤولية»، مشدداً: «هذه الحرب يجب أن تنتهي». كما وجه كلامه للشعب الإيراني، الذي يعيش الآن مرحلة ضيق عسيرة، ومعاناة ذل وقمعية، وخضوع لكثير من العقوبات، فقال الوزير: إن الحكومة الإيرانية لا تعبأ بشعبها، وأنها تهدر أموالهم في الخارج، ولن نتركها تنجح في وضع العراق ضمن مدار نفوذها، أو أن تستمر في وجودها بسوريا. مرحلة جديدة ونقلة نوعية في مسارات حرب اليمن، نتمنى أن تستغلها قوات الشرعية اليمنية، وأن يؤمن بجدواها أفراد الشعب اليمني، والذي عانى الكثير، وقد آن له أن يقف في وجه الطغيان والظلم، وأن يختصر المسافة المتبقية له للوصول إلى بر الأمان، بعد أن يتم تقييد الحوثيين، وعزلهم عن شيطانهم الأكبر. Your browser does not support the video tag.