حول تداعيات قضية المرحوم جمال خاشقجي، تشكلت في الساحة الإعلامية أزمة بهوية الحرب غير التقليدية، أفصحت بوضوح وجلاء كمرآة ناصعة عن الأشقاء والمتعاطفين مع بلاد الحرمين والتي سجل العرب فيها سجلاً حافلاً من قيم الشرف والتعاون العروبي وعلى ذات المرآة تجلت دسائس المتربصين بالمملكة ومستقبلها، وبدأنا نسمع الألحان الحقوقية بنغمتها النشاز، وكأننا نجهل ولا نعلم ما وراء الأكمة !!، ومن خلالها شرع المرجفون والمتربصون في آلاتهم الإعلامية يبشرون بمزاعم الربيع السعودي عن حمق وبلاهة عمياء، وفي المقابل، وعلى ساحات الفضاء الإلكتروني كشر السعوديون عن حمية الوطن، وأشبعوا الشرق والغرب نماذجاً سامية بتلاحمهم الوطني ورفضهم الإنسياق وراء الأصوات الناعقة حول وطنهم وقيادتهم. لقد عودتنا الأزمات في التاريخ البشري أنها تظهر الأصدقاء وتفضح الأعداء، وفي قضية المرحوم جمال خاشقجي تجمهرت كومة الأعداء لتسييس القضية وتدويلها، ففي الغرب، هناك تزاحم إعلامي وبصيغة منهجية مرعبة وعبثية غير معهودة، ومتناغمة مع إعلام الدوحة، وطهران ولا يزال نعيق جعجعتهم على مدار الساعة !!، والمضحك العجيب أن أسطوانتهم المشروخة تستجر نفايات مضمونها ممن سبقوهم قديماً من الناصريين والبعثيين والقوميين واليسارين والإخوان والمتطرفين والتي كانت محصلتهم الطبيعية أنهم ذهبوا – وهؤلاء سيتبعونهم - إلى غياهب الماضي وأدراج النسيان بينما بقيت المملكة خالدة بخلود قدرها الذي سخرها لتكون الحاضنة الجامعة للعرب، والقلب النابض في الأمة الإسلامية. كما أوضحت الأزمة أيضاً، خارطة للمستقبل حول أولئك الشرفاء من الشرق والغرب، والذين وقفوا مع المملكة في منصات الإعلام المتنوعة، وعلى اختلاف دياناتهم ولغاتهم وأجناسهم ليشكلوا في نظري المتواضع كالرابطة العالمية التي تدافع عن جواهر الحقيقة، وترفض كل أشكال الابتزاز السياسي، فتفوهوا بالحق وبدافع من ضمائرهم الحية عندما تكالبت جوقة المرتزقة على بلاد الحرمين، فلم ينساقوا طواعية خلف إعلام أوطانهم أو منابر الافتراء، بل بحثوا وتساءلوا عن الحقيقة، وهؤلاء يستحقون منا الاعتزاز والاحتفاء بأشخاصهم، فمواقفهم وإن كانت متفردة إلا أنها انتظمت كالعقد الفريد وكالرابطة الإعلامية للمملكة في الخارج. وأخيراً.. نحن في حاجة إلى أمثال هؤلاء المؤيدين للمملكة في أعماق مجتمعاتهم وثقافاتهم الأجنبية لأن المجتمع الغربي شبه مغيب عن حضارة المملكة وأبعادها الثقافية والإبداعية، وربما ثنائية الإرهاب أو البداوة السلبية لا تنفك عالقة في ذهنيتهم المتكيسة عن جوهرنا، ومن هنا أضحت ضرورة الحاجة تتطلب منا جرعات دعائية تتمازج إبداعياً مع توجيه الإعلام التقليدي والإليكتروني وبنمطية ممنهجة وموجهة نحو شرائح المجتمعات الأجنبية، وبلغاتهم الحية لنقل الصورة الحية عن واقع المملكة، كحضارة حديثة، وواقعية ورائدة في العصر الحديث. Your browser does not support the video tag.