هيمنت مشروعات جازان للصناعات الأساسية والتحويلية على أكبر الصفقات الاستثمارية الصناعية الموقعة بين المستثمرين الدوليين والسعوديين في أولى أيام منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار الذي تستضيفه المملكة حالياً في العاصمة الرياض التي بلغ إجمالي حجم استثماراتها 212 مليار ريال (56,5 مليار دولار)، حيث أضحت جازان من أكبر مدن العالم الصناعية جذباً لأضخم الاستثمارات في صناعة النفط والغاز والطاقة والكيميائيات في وقت تترقب جازان إطلاق استثمارات وأعمال في المنطقة يصل إجمالي تكلفتها نحو 70 مليار ريال، إضافة إلى المصفاة والفرضة البالغ تكلفتها 26 مليار ريال. ووفقا لضخامة الأعمال والاستثمارات في جازان الصناعية هرعت كبريات شركات النفط والغاز والتكرير والطاقة والكيميائيات وكبار المقاولين في العالم لتوقيع عقود لمشروعات مشتركة ضخمة مع شركة "أرامكو" السعودية المستثمر الأكبر والرئيس والقائد في مشروعات جازان حيث تشكل صفقات جازان الثقل في إجمالية اتفاقيات "أرامكو" البالغة قيمتها 127,5 مليار ريال (34 مليار دولار). فيما تتأهب جازان لبدء التشغيل التجريبي للمصفاة ومعالجة 400 ألف برميل في اليوم من الزيت العربي الثقيل والمتوسط لإنتاج 80 ألف برميل من الجازولين و250 ألف برميل يومياً من الديزل وحوالي مليون طن سنوياً من منتجات البنزين و "البارازيلين" وغاز البترول المسال والكبريت والأسفلت، إضافة إلى الأعمال الضخمة في مشروعات صناعة السفن والأعمال المرافقة لها من إصلاح وصيانة وتشمل منشآت الحوض الجاف، ومنشآت التصنيع والخدمات بتكلفة ثمانية مليارات ريال، إضافة إلى مشروع إنتاج صفائح الحديد التي تدخل في صناعة السفن والمعدات المستخدمة في صناعة البترول والبتروكيميائيات وتحلية المياه والمقدرة تكلفته أربعة مليارات ريال. وشملت اتفاقيات مشروعات جازان الضخمة مع شركة "أكوا باور" و "إير بروداكتس" الأميركية واللتين تؤسسان لمشروع مشترك للتغويز وإنتاج الكهرباء في مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية في حين ستنتقل ملكية أصول التغويز ومرافق إنتاج الكهرباء والمنافع المرتبطة، من أرامكو السعودية إلى المشروع المشترك، مقابل أكثر من ثمانية مليارات دولار، وذلك فور بدء التشغيل الناجح في 2019م، حيث سيقوم المشروع المشترك بتشغيلها بموجب عقد مدته 25 عامًا، ولقاء رسم شهري ثابت، وستزود "أرامكو" المشروع المشترك باللقيم لإنتاج الكهرباء والهيدروجين ومن المقرر أن تمتلك "إير بروداكتس" حصة تبلغ 55 % على الأقل في المشروع المشترك، فيما تملك أرامكو السعودية و"أكوا باور" الحصة المتبقية. وتأتي اتفاقية "أرامكو" مع "أير برودكتس" امتداد لمشروعات الأخيرة الضخمة التي تشيد حالياً أكبر مجمع للغازات الصناعية في العالم لصالح شركة "أرامكو" السعودية لدعم مصفاة وفرضة جازان في استثمار أميركي سعودي ضخم بلغ حجمه 7.8 مليار ريال (2.1 بليون دولار)، وذلك بالتحالف مع شركة "أكوا" القابضة، التي تشترك في ملكية المجمع ضمن شركة مشروعات جازان لأعمال الغاز، والتي سوف تزود مصفاة جازان بالطاقة من الغازات الصناعية وتشمل النيتروجين بطاقة 55 ألف طن يومياً، والأوكسجين بطاقة 20 ألف طن يوميا، ولمدة 20 عامًا، ومن المخطط بدء أعمالها التشغيلية خلال العام الجاري 2018م. فيما يجري حالياً إنشاء أكبر محطة كهرباء في العالم تعمل بتقنيتي تحويل السوائل إلى غاز والدورة المركبة للوقود، حيث من المخطط أن تستفيد هذه المحطة من إنتاج المصفاة من الرجيع الفراغي لتوليد نحو أربعة آلاف ميغاواط من الكهرباء بما يكفي لتغذية المصفاة وتوفير الكهرباء للمستثمرين، وتصدير 2400 ميجاواط منها للشبكة العامة للكهرباء. وشملت اتفاقيات جازان مع شركة "بان آسيا" الصينية حيث تنفذ مشروع للبتروكيمياويات بتكلفة 14,5 مليار ريال لإنتاج 2.5 مليون طن متري سنوياً من حمض التريفثاليك النقى، و200 ألف طن من البلاستيك الهندسي، و200 ألف طن من ألياف البوليستر، وفضلت الشركة الصينية جازان لموقعها الفريد جنوبالبحر الأحمر الذي يربط المملكة بكافة قارات العالم وتعبره نحو 20 ألف سفينة سنوياً واستفادة المشروع من انخفاض الضرائب وتكاليف الأرض والطاقة بما في ذلك الغاز الطبيعي، وقربه أيضاً من مصادر المواد الخام وأسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تستورد وحدها ثلاثة ملايين طن من منطقة التجارة التفضيلية سنويا.الجدير بالذكر أن مدينة جازان الصناعية نجحت في تعزيز منافسة المملكة في صناعة الحديد والصلب وقوة نفاذ منتجاتها للأسواق العالمية حيث ضخت جازان طاقات جديدة من حديد وصلب المملكة للأسواق العالمية بضخ 1.5 مليون طن كانت باكورة صادراتها من مرفأ جازان إلى قارة أفريقيا، مدعومة بقرار السماح لشركات الحديد بالمملكة لتصدير منتجاتها، حيث شكلت شحنات جازان من منتجات الحديد للأسواق العالمية ثقل كبير في خضم المنافسة الإقليمية الملتهبة حالياً. Your browser does not support the video tag.