التنمر هو سلوك مسيء عدواني يصدر من طفل أو مراهق موجه إلى طفل أو مراهق آخر بهدف الإيذاء، وقد كان التنمر سابقًا محصورا بالمكان والزمان فيكون احيانًا بالمدارس أو الأحياء أما البيت فيكون هو الملاذ الآمن كما أن له مدة وينتهي بانتهاء الفعل، وكذلك يمكن معرفة من يقوم بالتنمر ومحاولة ردعه عن هذه التصرفات. أما الآن ومع التطور التكنولوجي وظهور شبكات التواصل الاجتماعي ظهر ما يسمى بالتنمر الالكتروني، وهو إيذاء الشخص باستخدام الوسائل الحديثة للتشهير أو المضايقة أو السخرية، وقد يصل الى أخطر من ذلك. وكما نرى فقد انتقل التنمر من العالم الواقعي الى العالم الافتراضي، فلا مكان محدد ولا زمان فقد يكون في البيت الذي كان يعتبر الملاذ الآمن أو في السيارة أو حتى مع الأهل دون أن يشعروا، أما بالنسبة لمدته الزمنية فإنها غير محددة ويصعب إيقافه، كما أنه لا يمكن معرفة من يقوم بالتنمر لأنه في الغالب يسخدم حسابا وهميا. وقد يتخذ التنمر الإلكتروني صورًا عدة فيكون إما بإرسال رسائل تهديد إلكترونية أو نصية لمضايقة الطفل أو المراهق، أو اختراق الحسابات الشخصية وانتحالها، أو نشر اتهامات باطلة للتشهير أو الإذلال أو الابتزاز، أما أسوأ صور التنمر الإلكتروني فهو التحرش الجنسي. وفيما يخص الإحصائيات فقد أشارت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع الى أن طفلا من بين 4 أطفال قد تعرض للتنمر الالكتروني وأن طفلا من بين ستة أطفال اعترف لوالديه بتعرضه للتنمر الإلكتروني، كما أكدت إحصائيات الهيئة على أن 50% من المراهقين تعرضوا للتنمر الإلكتروني مرة واحدة على الأقل. وتكمن خطورة التنمر الإلكتروني في أنه قد يؤثر على نفسية الطفل أو المراهق ويؤدي إلى الاكتئاب وفي أحيان أخرى قد يصل به الى الانتحار، فقد أشارت بعض وسائل الإعلام الى انتحار فتاة مراهقة تبلغ من العمر أربعة عشر عاما جراء تعرضها للكثير من الرسائل السلبية في أحد مواقع التواصل الاجتماعي مما أثر على حالتها النفسية ومن ثم الانتحار، وتعود أسباب هذا السلوك أنه قد يكون طفل أو مراهق قد تعرض للتنمر من قبل سواء التنمر الجسدي أو الالكتروني فيكون به غضب ويخرجه على الآخرين بإيذائه لهم. ولكي نحمي أبناءنا من التنمر الالكتروني يؤكد المختصون على أهمية تعزيز الثقة في نفوس الأبناء، وكذلك تقوية جسور العلاقة بين الأبناء والآباء وتشجيعهم على الصراحة والمباشرة في حال تعرضوا لهذا النوع من التنمر. Your browser does not support the video tag.