أجمع مهتمون ومختصون أن حادثة اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي أسعرت محطات الفتنة، وقنوات الدجل وآلة الكذب، فاندفعت بتخبط تحيك المكائد وتؤلب الشارع، وتتشفى من مهد العروبة ودولة الإسلام الأولى ظنّا منها أنها تمكنت بحبائلها الواهنة من إلباسها تهمة "الإخفاء القسري" التي لم يعرفها تاريخ المملكة النقي، بينما توغل الدويلة الصغرى في إراقة الدماء وصناعة الاغتيالات، وإثارة القلاقل والفتن، عبر سيناريوهات مصطنعة حالكة قاتمة، تفوح منها رائحة الحقد والكراهية. وأشاد المختصون بروية المملكة وحكمتها في التعاطي مع الحدث، منوهين ببيان سمو وزير الداخلية الذي تضمن استنكاراً وشجباً لما عجت به القنوات المغرضة من تهم زائفة لا تستند على حقائق تؤكد افتقارها للمهنية والموضوعية وانحيازها العدائي الواضح وانتهازيتها التي تحاول من خلالها التغطية والتعتيم على التحقيقات الرسمية التي تعد المرجع الأوحد لاستقاء المعلومات الدقيقة، مؤكدين أن الأيام القادمة كفيلة بإظهار الحقائق وإبراء ساحة المملكة من تهم الأعداء والمأجورين. افتراءات الإخوان وقال رئيس تزكية المجتمع السوداني عبدالقادر بن عبدالرحمن أبوقرون: الحملة الإعلامية ضد المملكة لن تضيرها أو تضرها، واستهدافها قديم، حسداً لنعم الله عليها بمكانة دينية عظمى، واقتصادية وسياسية كبرى، وتتولى جماعة الإخوان المارقين كبر الافتراءات والتدليس، فهذه الجماعة دأبت منذ التأسيس على تربية منتسبيها ومريديها على الكذب وإطلاق الإشاعات لإسقاط الآخرين، حتى مردوا على شق العصا، والخروج عن الإجماع، فكانت نتئاج أعمالهم دوماً كارثية، اقتتال وفتن وإراقة للدماء، واليوم يوجهون سهامهم ونبالهم تجاه بلاد الحرمين يصفونها بكل شر وشين. غياب المبادئ وأضاف: كل ما تقوم به هذه الجماعة المارقة لا يخدم إلا أعداء الإسلام، يضربون الدين باسم الدين، ويعضون يد العون والعطاء، فالسعودية لها الفضل على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، بناء للمساجد، وطباعة للمصاحف، ودعماً للخير وأوجهه ومشروعاته، وقبل ذلك هي حامية مقدسات المسلمين وقائدة الأمة الإسلامية، حباها الله تعالى كل ذلك، فكان الاستهداف والعداء متوقعاً، ولكن أن يصطف معه من يدعي انتماء دينياً وعقدياً، فهذا ما يحز في نفس كل مسلم ويؤلمه، مشيراً إلى أن هذه الحملة الإعلامية المضللة ضد المملكة هي صنيعة الأعداء، ومن كان يعيب على المملكة متانة علاقاتها بالدول الكبرى بدعوى معاداتها للدين ها هو ينزل معهم في ذات الخندق، فأين المبادئ والقيم المدعاة؟. الدور التخريبي وقال: في حادثة اختفاء خاشقجي يتضح الدور التخريبي الذي تقوم عليه القناة التي أُسست لتمزيق الأمة وهدم الإسلام وإعانة الأعداء، وأنا أوجه اليوم نصحي لكل مسلم ألا ينقل الأخبار إلا بعد التثبت، ومن مصادرها الحقة المعتبرة الأصيلة عملاً بقول الله تعالى "فتبينوا"، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع"، متضرعاً إلى الله سبحانه وتعالى أن يحفظ المملكة من شر كل عدو قاصد وحاقد وحاسد وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين، سمو ولي عهده الأمين للذود عن الإسلام وحفظ المقدسات. الرضوخ للمال وقال الأكاديمي د. فيصل بن حماد: بلا شك، حمى التلويث، وليس التلوث المعرفي والأخلاقي في الإعلام يحاول إصابتنا بشظاياه، وهذا ليس بغريب ولا مستنكر، خصوصاً عندما تكون قبلة الإسلام والمسلمين هي موضوع النقاش، لأن ثقل المملكة العربية السعودية السياسي، إقليمياً وعالمياً محل حسد من الكثير، ومن المؤكد أن الكثير من بيوت المعرفة ودور الأبحاث وبعض الصحف والقنوات الإقليمية والعالمية، رضخت للمال، وأصبحت أداة لخدمة مصالح سياسية واقتصادية لبعض الدول والشركات، وتقوم بأدوار "لوبيات" لا تخفى على أي متخصص بشأن السياسات وأذرعها التشريعية وأساليب الضغط التي تمارس من أصحاب المصالح. وأضاف: من الحصافة، قبل نقل أي موضوع، عدم الاكتفاء بالنقل والتحليل وإدراك المناخ السياسي فقط، بل التحقق وتقييم مستوى الموثوقية قبل الطرح، وبيان سمو وزير الداخلية، الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بخصوص قضية المواطن السعودي دعوة إلى الإعلام الإقليمي والعالمي إلى تبني أفضل الممارسات العالمية موضوعياً في قضايا من المتعارف أنها تأخذ الكثير من الوقت لكشف ملابساتها. تأجيج بذور الفتنة وقال الباحث الإعلامي عبدالله بن يتيم العنزي: الترويج للأكاذيب والافتقار للمهنية باتت سمة بارزة لبعض المحطات الفضائية المسيسة، التي تنفذ أجندة خطيرة هدفها زعزعة استقرار الدول الآمنة، وإحداث غليان وتوتر في الشارع، والتأثير على الرأي العام، عبر بث التغطيات والتقارير والأخبار الملفقة المليئة بالتحريض والدسائس دون دليل أو مستند، واليوم ومع حادثة اختفاء "خاشقجي" يصل التصعيد المعادي منتهاه، وعلى مدار الساعة يبدأ التخبط تلو الآخر، منحازاً ضد المملكة، بحثاً عن إبرة مستند داخل كومة من القش، بأسلوب سافر وحقير يسعى لتأزيم الحدث، وجرجرة العالم بأسره إلى صراعات لا تنتهي. وثائق الكذب وأضاف: كل ذلك يتكئ على عقدة النقص التي تعيشها الدويلة الصغرى التي تريد فرض نفسها كقوة مؤثرة ذات حضور إقليمي ودولي، معززة ذلك بشراء الذمم واستمالة الإعلام الرخيص، وخلق الأذرع في مشاهد مكرورة، تتخذ وسائل أخطبوطية وعناوين رنانة، فتارة تنشر ما تسميه "بالوثائق السرية" وهي لا تعد كونها دجلاً وافتراءات لا تعكس وقائع حقيقية بل نوايا خبيثة، وأخرى باستضافة المختصين والمحللين، والدفع بالبرامج الحوارية، والبث المباشر على مدار الساعة، وغيرها من ألوان الخداع الإعلامي الذي سيصطدم دون أدنى شك بوعي المتلقي. غياب المشاهير وانتقد العنزي بعض المشاهير الذين تقاعسوا عن أداء دور وطني مؤثر في الأزمة التي تستهدف الوطن، مشدداً على أن الحياد في القضايا المصيرية عداء صراح، مطالباً ببرامج قوية وجاذبة تفضح آلة الإعلام والكذب الموجه الرخيص الذي يحاول النيل من أمننا ولحمتنا واقتصادنا وسياستنا، مشدداً على أن النصر والغلبة لن تكون إلا لوطننا العزيز، فتاريخنا المشرف ناصع البياض ومستقبلنا سيظل كذلك، وستذهب الدويلات الممجوجة ومعاونوها إلى مزبلة التاريخ قريباً بإذن الله. استهداف الاقتصاد وقال المختص بالشأن الاقتصادي صديق عثمان: لا تقف الحملة المسعورة من القلة المأجورة عند حد التحريض، ومسارقة إعلامها الضلالي للحقائق، وتعديه على القيم والثوابت بل تتعداه لمحاولة استهداف بين لعصب الاقتصاد السعودي الذي يشهد نمواً منقطع النظير تبشر به أرقام المستقبل من خلال رؤية مستقبلية للمملكة يمتد أفقها إلى 2030، رؤية طموحة تستصحب الأسباب، وترعى النتائج وتحصد الخير للوطن والأمة الإسلامية، حيث تحتضن السعودية الملايين من المسلمين من كافة أنحاء العالم يمثلون أكثر من 55 دولة عربية وإسلامية يساهم اقتصادها في تحسين حياة هؤلاء المسلمين في ديارهم، وتدعم اقتصاد هذه الدول، وهذا مالا يروق للآخرين الذين يحاولون أن ينالوا من وحدة الأمة الإسلامية، وارتباطها بأطهر البقاع بلاد الحرمين الشريفين، وأنى لهم ذلك. البيان الملجم وشدد المختص على مضامين بيان سمو وزير الداخلية، والذي يعد رداً حكيماً وملجماً على كل المتربصين الذين فجروا في الخصومة وأعرضوا عن هدي كتاب الله عز وجل، وقال: تعالت الأصوات النشاز التي لا تراعي حرمة ولا ذمة في التقريع والتجريح بمملكة الإنسانية حاضنة القيم والمبادئ التي تضم أطهر البقاع الحرمين الشريفين، مهبط الوحي المنزل على خير البرية خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، والمملكة في بيانها على لسان وزير الداخلية تحدثت بلغة واضحة جداً، ومنهج نقي استنكاراً وشجباً لما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام من استهداف صريح لقبلة المسلمين، وهو استهداف للريادة والقيادة والدين، نسأل الله أن يحفظ هذه الأرض الطاهرة من كيد الكائدين وحقد الحاقدين. عبدالله العنزي صديق عثمان عبدالقادر أبوقرون Your browser does not support the video tag.