أسيل الحمد سيدة أعمال ومهندسة تصميم داخلي سعودية تعشق السيارات الرياضية منذ الصغر، واستطاعت أن تطور عشقها من خلال المشاركة في دورات تعليمية حول رياضة السيارات، بالإضافة إلى المشاركة في عدد من السباقات والفعاليات غير الرسمية خارج المملكة بهدف صقل مهارتها في القيادة، وبناءً على خبرتها السابقة فقد رُشحت لعضوية مجلس إدارة الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، كأول امرأة سعودية تشغل هذا المنصب؛ وذلك تماشياً مع رؤية المملكة 2030، وبعد هذا المنصب مُنِحت لها عضوية الاتحاد الدولي للسيارات، لتصبح بذلك ممثلة للمملكة العربية السعودية بلجنة رياضة السيارات للسيدات. "دنيا الرياضة" أجرت حواراً معها، وسلطت الضوء على مسيرتها التي حملت العديد من التحديات، وقد تحدثت عن العديد من الأمور التي تتعلق بالمرأة ودورها فكان هذا الحوار... نحن في مرحلة انتقالية... والمرأة لا بد أن تؤمن بقدراتها * كيف كانت بداياتك؟ * منذ الطفولة كنت أفضل اللعب بالسيارات والمكعبات عوضاً عن اللعب بألعاب العرائس مثل أي فتاة في عمري، وكبرت وكبر عشقي للسيارات مع الزمن، وبسبب شغفي وإصراري على تحقيق حلمي بقيادة السيارات الرياضية بادرتُ بشراء سيارة رياضية في دولة الإمارات العربية المتحدة التي أزورها بين الحين والآخر، لأستمتع بهواة القيادة ورياضة السيارات، وبفضل تمكني من قيادة السيارات زاد اهتمامي بأدق التفاصيل المتعلقة برياضة السيارات الرياضية، مما دفعني نحو أخذ المزيد من الدورات والمشاركة في عدد من أندية السيارات حول العالم؛ لأتعرف أكثر على هذا القطاع وهذه الرياضة، وقادني ذلك للوصول إلى خلف مقود سيارة فورمولا 1 لأقودها حول حلبة the Le Castellet circuit خلال جائزة فرنسا الكبرى. * ما الصعوبات التي كانت تواجهك وكيف تعاملتي معها؟ * عدم السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارات في المملكة كان أحد أبرز التحديات التي واجهتها، ولكن بفضل الدعم الذي تلقيته من عدد من الجهات في قطاع السيارات الرياضية، والأسرة، وإصراري على تحقيق حلمي هو ما ساعدني على تخطي العقبات وهذا التحدي. * هنالك إيجابيات دفعتك لمواصلة عملك والمضي نحو طموحك، حدثينا عنها؟ * الثقة التي منحتني إياها الهيئة العامة للرياضة ومجلس إدارة الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية كانت أكبر دعم لي لمواصلة عملي كصوت للمرأة السعودية في عالم رياضة السيارات خاصةً بعد القرار الأخير حول السماح للمرأة بالقيادة في المملكة، والذي منحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان، تعتبر جميعها أهم الدوافع والإيجابيات التي ساهمت في مواصلتي العمل لتحقيق أهدافي وطموحاتي. * كيف ترين دور المرأه في المجال الرياضي بشكل عام؟ * منذ تطبيق قرار قيادة المرأة في المملكة لاحظت توجهاً كبيراً من السيدات السعوديات للمشاركة في رياضة سباق السيارات، وكان ذلك جلياً بعدد السيدات السعوديات اللاتي شاركن مؤخراً في أول سباق كارتينغ للسيدات السعوديات في المملكة بمدينة جدة الشهر الماضي، والمرأة قادرة على المنافسة في مختلف القطاعات والرياضة أحد هذه القطاعات التي سنشهد توجهاً كبيراً من السيدات للمشاركة بمختلف أنشطتها. * ماذا كان ينقص المرأة للوجود في المجال الرياضي؟ * بالتأكيد ليس الشغف أو الطموح و إنما القوانين والتشريعات والتي وبفضل ولاة الأمر بات الآن وجود المرأة السعودية في المجال الرياضي والمشاركة فيه أمراً مشهوداً على أرض الواقع، حيث نجد عدداً من السعوديات اللاتي اشتركن في عدد من الأنشطة الرياضة مؤخراً، وذلك دليل على الدعم الذي تقدمه المملكة للسيدات بهدف تمكينهن في مجال الرياضة. * ماذا ينقصنا لكي نقيم العديد من السباقات والبطولات النسائية بالمملكة؟ * مازلنا في مرحلة انتقالية جديدة، حيث ستتمكن المرأة السعودية الآن من أن تدخل وتمارس مختلف الرياضات بما فيها سباق رياضة السيارات، والتي تم إقامة أولها خلال الشهر الماضي، ولكن هنالك الكثير من الإنجازات والمقومات التي سنشهد نتائجها الإيجابية في المستقبل القريب. * في مجال السيارات حدثينا عن بطولة كارتينغ النسائية التي أقيمت لأول مرة؟ وكيف تصفين التجربة؟ o كان السباق حماسياً وكنت فخورة بكل السيدات اللاتي شاركن فيه حيث إن عشر سيدات سعوديات شاركن في هذا السباق، وأثبتن قدراتهن على المنافسة، وقد تشرفت بلقاء هؤلاء السيدات وتقديم جوائز لهن بصفتي ممثلة الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية. وبما أن هذا السباق هو الأول من نوعه للمرأة السعودية فأتوقع أن نشهد المزيد من هذه الفعاليات الخاصة بالمرأة السعودية والتي تواكب أهداف رؤية المملكة 2030 والتي على سلم أولوياتها تمكين المرأة السعودية في مختلف القطاعات. * ما الأهداف التي يعمل عليها الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية في الفترة الحالية؟ وهل هنالك تفاعل من الجانب النسائي؟ * هنالك الكثير من الأهداف للاتحاد السعودي للسيارات أبرزها تطوير رياضة السيارات في المملكة، حيث يساهم الاتحاد بإقامة فعاليات وأنشطة خاصة، بالإضافة إلى تقديم الدعم والترخيص للجهات الخاصة لإقامة الفعاليات المتعلقة برياضة السيارات، أما من حيث تفاعل الجانب النسائي مع الاتحاد فنجد - بعد منح المرأة السعودية إمكانية القيادة - مشاركة واسعة من السيدات السعوديات، وتفاعلاً واضحاً وإيجابياً مع أي من الأنشطة أو الفعاليات التي ينظمها الاتحاد. * ما خططك المسقبلية على مستوى المملكة والمنطقة في مجال رياضة السيارات؟ o خلال الشهر المقبل سيتم إقامة بطولة كسر الزمن السعودية، والتي ستقام في مدينة الرياض على حلبة الريم الدولية بدعم من الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، حيث سيتم تخصيص فئة خاصة في هذا السباق للسيدات السعوديات اللاتي يرغبن بالمشاركة فيه، أما على صعيد الخليج سأقوم بالمشاركة في فعالية "يلا بنات" كسفيرة لهذه الفعالية، وسأقوم بالمشاركة في معرض السيارات الخاص على هامش هذه الفعالية، بالإضافة إلى المشاركة في أكبر مسيرة للسيارات بقيادة المرأة في مملكة البحرين على حلبة البحرين الدولية بهدف إدراجها في موسوعة غينيس العالمية. * رسالتك إلى السعوديات؟ * أود التوجه برسالة لكل السعوديات ولكل فتاة وامرأة سعودية أن تؤمن بقدراتها وأهدافها وأحلامها، وأن لا تفقد الأمل في تحقيقها بغض النظر عن التحديات والصعوبات التي سيواجهنها خلال هذه الرحلة. فطريق النجاح دائماً يبدأ بخطوة يدعمها الشغف والإصرار والاستمرارية وحب العمل الذي نقوم به. حيث إن الفرصة التي منحت لفتيات المملكة هي إنجاز بحد ذاته، والفرص التي توفرها رؤية المملكة 2030 هي من أهم الفرص التي تهدف إلى تمكين المرأة السعودية، ويجب استغلالها لتحقيق كل أهدافهن وأحلامهن على المستوى الشخصي والعملي، والتي ستعكس بدورها دور ومكانة وقدرة السيدة السعودية على النجاح في مختلف القطاعات. Your browser does not support the video tag.