تصدح منارات مسجد نمرة في صعيد عرفات الطاهر اليوم الاثنين بصوت الحق حينما يستقبل المسجد حجاج بيت الله الحرام وتستقبل عرفة مدينة اليوم الواحد أكثر من مليوني حاج وحاجة سيكون منهم عشرات الآلاف داخل مسجد نَمِرة الذي يعد من أهم المعالم في مشعر عرفات، ويستمع الملايين إلى خطبة عرفة التي ستنقل بخمس لغات حيوية ويؤدي الحجاج صلاتي الظهر والعصر في يوم عرفة جمعًا وقصرًا اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم. وبني المسجد في الموضع الذي خطب فيه الرسول عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع في أول عهد الخلافة العباسية، في منتصف القرن الثاني الهجري، وهو يقع إلى الغرب من المشعر، وجزء من غرب المسجد في وادي عرنة، وهو وادٍ من أودية مكةالمكرمة الذي نهى عليه الصلاة والسلام من الوقوف فيه، حيث قال: (وقفت ها هنا وعرفة كلها موقف إلا بطن عرنة)، وبطن وادي عرنة ليس من عرفة، ولكنه قريب منه، ويتربع مسجد نمرة في مشعر عرفات، وهو من أهم معالمها التاريخية فيها، ويعرف في العديد من الكتب التاريخية بعدة أسماء مثل مسجد النبي إبراهيم -عليه السلام-، ومسجد عرفة، ومسجد عرنة. وأُخذ اسم مسجد عرفة من قرية كانت خارج عرفة أقام فيها النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم سار منها إلى بطن الوادي حيث صلى الظهر والعصر وخطب في المسجد. ورجحت المصادر التاريخية أن مسجد نمرة شيد في المرة الأولى منتصف القرن الثاني الهجري على الأرجح، وحظي باهتمام خلفاء وسلاطين وأمراء المسلمين وشهد في عهد الدولة السعودية أضخم توسعاته، ليصبح بذلك ثاني أكبر مسجد بمنطقة مكةالمكرمة من ناحية المساحة بعد المسجد الحرام. Your browser does not support the video tag.