نجحت قوات المقاومة والجيش اليمني المدعومة من قوات التحالف العربي في تحقيق انتصارات واسعة ضد ميليشيا الحوثي الإيرانية في منطقة الحديدة، وتضييق الخناق عليها في إطار عملية عسكرية شاملة لتأمين الساحل الغربي لليمن، وقطع الإمدادات التكتيكية والتسليحية القادمة من إيران للحوثيين. واستطاعت القوات الشرعية اليمنية بإسناد جوي وبحري ومدفعي مكثف من قوات التحالف العربي أن تسيطر على مفرق المخا ومحيطه، ومفرق البرح الاستراتيجي؛ لتقطع بذلك طرق إمداد الحوثيين، كما سيطرت على مختلف المناطق الجبلية في هذه المنطقة الاستراتيجية. قطع شريان الشر وفي هذا السياق، أجمع خبراء عسكريون في تصريحات خاصة ل"الرياض"، على أن المضي في طريق تحرير الحديدة يكتب نهاية الحوثيين، وقال العقيد "يحيى أبوحاتم"، الضابط بالقوات الشرعية اليمنية والخبير الاستراتيجي، إن "انتصارات الحديدة عظيمة جدا، وتحديد ما تحقق من تأمين مدينتي الفازة والتحيتيا على الشريط الساحلي، هذه المناطق كانت تستغل من الميليشيا الحوثية في تهديد الخط الساحلي الرابط بين الخوخة والحديدة، والذي يستخدم في إمداد القوات الموجودة حاليا في مطار الحديدة، وكذلك في منطقة الدريهمي والمنتشرة على الشريط الساحلي، وتأتي كل هذه الانتصارات رغم المعوقات والألغام". وأضاف: "الحديدة هدف رئيس بالنسبة للحكومة الشرعية وقوات التحالف بسبب جغرافيتها المهمة، حيث يوجد بها ثاني ميناء من حيث الأهمية في اليمن، ومطار استراتيجي، وقواعد عسكرية، وقيادة القوات البحرية، ومصادر دخل حيوية لميليشيا الحوثي، وكذلك مصدر دخلها الزراعي، كما وهي المصدر الرئيس لتغذية الميليشيا بالأسلحة القادمة من إيران أو الطائرات بدون طيار والخبراء الإيرانيين، وقطعها يكون قطعا لشريان إيران في اليمن". وتابع: "الخريطة على الأرض تشير إلى أن المسافة بين الخوخة والحديدة تقدر بحوالي 115 كم، وتم تحريرها بالكامل من قبل قوات الجيش اليمني المدعومة بقوات التحالف العربي، من خلال انطلاقة كبيرة جدا، لكن مازالت هناك مناطق في الجهة الشرقية بطول الطريق الساحلي وصولا للكيلو 16، مازالت تحت سيطرة الحوثي، والتي تستخدمها الميليشيا لقطع خطوط الإمداد للقوات الشرعية". واعتبر العقيد أبو حاتم أن معركة الحديدة محسومة بالنسبة للعسكريين لعدم وجود تكافؤ بين طرفي المواجهة، موضحا أن قوات الجيش والمقاومة المدعومة من التحالف جوا وبحرا ومن خلال المدفعية والكثافة النارية، يقابلها ميليشيا منهارة لجأت إلى التمركز داخل مدينة الحديدة، وحفر الخنادق. واستطرد: "صحيح أن معركة الحديدة ستضيق على الميليشيات الحوثية بما يقدر ب 70 % من دخلها وتزويدها بالأسلحة، لكن ستبقى بعض الممرات التي تستخدم في تهريب الأسلحة للحوثيين، حيث توجد بعض الثغور التي تستخدمها الميليشيا لتهريب الأسلحة، وستبقى بعد ذلك معركتا صعدة وصنعاء، حيث معركة صنعاء قريبة جدا بعدما أصبحت القوات على مقربة من أمانة العاصمة، فيما تبقى معركة صعدة على أنها هدم قلعة الحوثي والبحث عن عبدالملك الحوثي، ومنها تذهب الميليشيا بلا عودة". نهاية الحوثيين فيما لفت اللواء حسام سويلم إلى أن الانتصارات التي تحدث في الحديدة، يرافقها انخفاض ملحوظ في معدل إطلاق الصواريخ الباليستية من قبل الحوثيين صوب المملكة، مؤكدا أن ذلك يثبت أن الميليشيا تحصل على إمداداتها من الصواريخ والخبراء الإيرانيين عبر ميناء الحديدة، كأحد أكبر مصادر دعم الحوثيين. وأكد اللواء سويلم أن السيطرة على الحديدة تعد بمثابة تأمين للمجرى الملاحي في البحر الأحمر، بعد تحرير الميناءين الاستراتيجيين بمدينتي المخا وميدي، مشددا على أن التحرير التام للحديدة يكتب نهاية الميليشيا الحوثية. وأوضح أن الحوثيين قاموا بالتحصن داخل مدينة الحديدة وأحاطوها بزراعة الألغام الأرضية رغم أنها تأتي في المركز الثالث من حيث عدد السكان بالنسبة للمدن اليمنية، دون مراعاة لحياة المدنيين، الذين يستخدمونهم كدروع بشرية. وأضاف "التوقيت الحالي يعد الأفضل لتحريك القوات لدحر الميليشيا الحوثية وفرض السيطرة على اليمن، في ظل انشغال إيران بتردي أوضاعها الداخلية اقتصاديا وسياسيا، وتحرك الإدارة الأميركية ضدها، حيث لن تسمح قوات الجيش اليمني والتحالف العربي بأن تدار العاصمة اليمنية من طهران". معركة الحسم من ناحيته أكد العميد حاتم صابر، الخبير الأمني والاستراتيجي، أن ما يجري في الحديدة يعد بمثابة معركة الحسم في اليمن، بعد السيطرة على نسبة كبيرة من المنطقة وميناءها الحيوي الذي يعد مصدر الإمداد التكتيكي والتسليحي لميليشيات الحوثي، موضحا أن السيطرة على الحديدة تعد بمثابة السيطرة على نقطة القيادة والسيطرة الخاصة بإيران في اليمن. وأضاف: "رغم ضرورة السيطرة على الحديدة إلا أنه لن يمنع تدفق الأسلحة للحوثيين بصفة نهائية، بسبب أن إيران ترى في اليمن مشروعا قوميا لها لمحاولة تطويق المملكة العربية السعودية، لذلك ستحاول إيران البحث عن طرق وممرات أخرى لدعم ميليشيا الحوثي المسلحة، من أجل محاولة إبقاء الحرب أطول فترة ممكنة". Your browser does not support the video tag.