تجاوزت جرائم وانتهاكات ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران في اليمن قدرة العقل البشري على التخيل، فهي ومنذ اللحظات الأولى لانقلابهم وحربهم على المدنيين في اليمن مستمرة ما بين قتل وإعدامات خارج القانون واعتقالات وإخفاءات قسرية وتجنيد للأطفال وزراعة للألغام وإطلاق للصواريخ على الأحياء المدنية، والتي كان أحدثها وليس آخرها الصاروخ الذي أطلقته الميليشيات على مدنيين بالجوف راح ضحيته خمس ضحايا من النساء والأطفال متجاهلين بذلك القوانين الدولية والتشريعات الوطنية التي تنص على حماية المواطنين وعصمة نفوسهم من أي اعتداء يطال أرواحهم وممتلكاتهم وفق قانون الجرائم والعقوبات اليمني رقم 12 للسنة 1994م . وقال المحامي ورئيس منظمة سواسية للتنمية والعدالة الخبير بالقانون الدولي علي حسن هزازي في حديثه ل»الرياض»: لقد وثقت مؤسسة وجود للأمن الإنساني 1998 حالة قتل بالقنص والقصف المباشر لمدنيين من قبل ميليشيات الحوثيين وصالح خلال اجتياحهم العسكري لمحافظة عدن بينها 322 قتيلاً و256 جريحاً، وذكر أنه بحسب تقرير تحالف رصد فإن ميليشيا الحوثي تصدرت قائمة مرتكبي انتهاك «الإعدام الميداني» خلال الخمسة الأشهر الأولى من العام 2017م ب ثلاث ضحايا عمليات إعدام ميداني خارج سلطة القضاء ومن دون محاكمات ،وحالة إعدام نفذها تنظيم القاعدة في محافظة شبوة وتعز، لافتاً إلى أن الصورة الموجعة التي ظهر بها د. منير الشرقي قبل أيام قليلة والتي هزت العالم بحجم ما أظهرته من تعذيب بشع لا يطاق للدكتور من قبل الميليشيات نبشت جرائم تعذيب الحوثي للمدنيين حتى الموت، موضحاً أنهم يمارسون التعذيب بشكل ممنهج داخل سجونهم ومعتقلاتهم، وبلغت الاختطافات والإخفاءات القسرية لدى جماعة الحوثي من سبتمبر 2014م وحتى يوليو 2017م بحسب التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان عدد «18606» حالات اختطاف وإخفاء قسري، وقال: إن أغلبهم تعرضوا للتعذيب النفسي والمادي ولمعاملة قاسية مهينة وحاطة للكرامة، الأمر الذي أودى بحياتهم تحت التعذيب. وأوضح أن عدد الوفيات والقتلى من المدنيين اليمنيين في سجون ميليشيات الحوثي بسبب الاختطافات والتعذيب يفوق ال232 حالة، وذلك حسب تقارير متفرقة لمنظمة رادار وفريق الراصد التابع للتحالف اليمني. وعن جرحى وقتلى الألغام التي زرعتها الميليشيات أوضح «هزازي» أنه وحتى مايو من العام 2017م وثق التحالف اليمني في عدد من المحافظات اليمنية 39 قتيلاً و»69» مصاباً بينهم أطفال ونساء، وذكر أنه بحسب تقرير «الألغام.. القاتل الخفي» شكل المدنيون اليمنيون ما نسبته 79 % من إجمالي حالات القتل والإصابة جراء انفجار الألغام الأرضية في المحافظات اليمنية التي شملها التقرير، وقال: إنه مؤشر واضح يؤكد تعمد استهداف جماعة الحوثي للمدنيين بزارعتها الألغام على الرغم من القوانين والمعاهدات الدولية التي تحظر استخدامها حتى ضد العسكريين. وأبان أنه خلال السنتين الماضيتين، تحققت الأممالمتحدة من أن ما لا يقل عن 1572 صبياً تم تجنيدهم من قبل الحوثي واستخدامهم في النزاع، بينما رصدت اللجنة الوطنية للتحقيق في الانتهاكات خلال الفترة ما بين سبتمبر 2016 حتى يونيو 2017م «176» حالة ادعاء بتجنيد الأطفال ما دون سن «15» تم التحقيق في «71» حالة، كما وثق فريق التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان 630 حالة تجنيد للأطفال دون السن القانونية وقد انفردت ميليشيا الحوثي وقوات صالح بالمسؤولية عن جميع مجالات تجنيد الأطفال التي تم التحقق فيها من قبل اللجنة. وقال «هزازي»: إن هذه الجرائم وغيرها تدعونا لمخاطبة المجتمع الدولي ومبعوث الأممالمتحدة لليمن مارتن غريفيث وهو يعد لجولة ثالثة جديدة من مفاوضات السلام أن يضع اعتباراً لضحايا الانتهاكات التي تمارسها جماعة الحوثي باعتبار ذلك من صميم أعمال الدبلوماسية الوقائية والدور الإنساني المنوط بالأممالمتحدة والتي على غريفيث أن يكرس جهوده لها. من جانبه قال الصحافي والمحلل السياسي اليمني عارف أبو حاتم ل»الرياض»: إن الصورة التي ظهر عليها المختطف د. منير محمد قائد الشرقي وآثار الحرق والتعذيب التي تعرض لها في سجون الحوثي حتى خرج منتهياً وشبه ميت جسدياً ونفسياً تبرز بشاعة وإجرام ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران. وأوضح «عارف» أن ما يتعرض له اليمنيون في سجون ومعتقلات ميليشيات الحوثي هو نفسه ما يتعرض له العرب الأحواز والمسلمون السنة في إيران على أيدي ملالي إيران والحرس الثوري والكثير من المختطفين على يد حزب الله الإرهابي، مضيفاً أن ميليشيات الحوثي جماعة لا دين لها ولا أخلاق زرعتها إيران لكي تؤسس للطائفية في اليمن وتنخر أمن واستقرار الجزيرة العربية، وقال: إنها اختطفت الشباب وأغلقت القنوات وأوقفت التدريس وفجرت المدارس والمساجد وصادرت أدوات العمل والعيش للمواطن وسجنت وعذبت أكثر من 8000 يمني، واصفاً الحالة بالمأساوية المؤلمة جداً على كل المستويات. وقال عن تجار القضايا الحقوقية في المنظمات الدولية: إنهم صامتون متواطئون، وأكد على أن الخير قادم بإذن الله بتحرير ميناء الحديدة، وأن جماعة الحوثي ستنهار بعد تحريره. وقال: إن الصراخ والعويل الذي شهده العالم مؤخراً من عبدالملك الحوثي وحسن نصر الله وإيران ما هو إلا لمعرفتهم التامة بخطورة تحرير الحديدة، وكيف سُتكسر الذراع العسكرية لإيران، وتتنفس اليمن بعدها عسكرياً وحقوقياً وأمنياً وسياسياً والشعب بأكمله. Your browser does not support the video tag.