تناقلت العديد من وسائل الإعلام العالمية ما ذكره مهاجم المنتخب البلجيكي روميلو لوكاكو عن معاناته في الصغر حتى أصبح واحداً من ألمع المهاجمين بالعالم، إذ تصدر المهاجم ذو الأصول الكنغولية صدارة هدافي كأس العالم 2018 بنهاية مباراة منتخب بلاده أمام تونس، وكتب المهاجم «25 عاماً» عبر موقع «Players Tribune»: «أذكر جيداً بعض اللحظات، ومنها عندما اكتشفت أننا أسرة معدمة وفقيرة، ذاكرتي مازالت تحتفظ بمنظر والدتي أمام ثلاجة الطعام، ونظرتها حين كنت وقتها في السادسة من عمري، أمام باب الثلاجة، وتلك النظرة في عيونها، كنا نأكل نفس الطعام كل يوم، أعتقد أن ذلك الطعام وحده الذي كنا نستطيع تحمل قيمته». وتابع: «أذكر أنني عدت لأتناول الغداء أثناء استراحة الغداء قبل العودة للمدرسة، أمي كانت تضع لنا الخبز والحليب كل يوم، حين لاحظت أن والدتي تضع شيئاً مع الحليب وتقوم بخلطه، اكتشفت أنه الماء، لم نكن فقراء فحسب، بل كنا معدمين، والدي كان لاعباً محترفاً، كان في تلك الأيام في آواخر عمره الرياضي، لم يعد لديه مال، لذلك باع جهاز التلفاز، ما يعني أننا لن نشاهد كرة القدم، تطورت الأمور وأصبحنا أحياناً نعيش بلا كهرباء، عندما كنت أريد الاستحمام، لا يوجد ماء دافئ، فتقوم والدتي بتسخين الماء لأستحم، بدأنا نأخذ الرغيف من أحد المحلات في الشارع على أن نسدد مبلغه لاحقاً». وأضاف: «يتحدثون كثيراً عن القوة الذهنية في عالم كرة القدم، بقائي في الظلام مع والدتي وصلواتي ودعائي، وإيماني واعتقادي أن الأمور ستتبدل، في أحد الأيام، عدت من المدرسة ووجدت والدتي تبكي، تحدث معها وقلت لها: «يا أمي: الأمور ستتغير، سأصبح لاعب كرة قدم، وسألعب لأندرلخت، سنكون بحال جيد، لا يجب أن تشعري بالقلق»، سألت والدي:» متى أكون لاعباً محترفاً؟ فرد علي: « عندما تصبح في ال16، كنت ألعب كل مباراة وكأنها مباراة نهائية، كأنت شرساً وأنا ألعب الكرة، لأنني أريد أن أصبح أفضل لاعب في تاريخ الكرة البلجيكية، ذات يوم هاتفت جدي لأمي وأخبرته عن أهدافي وأرقامي، فأوصاني بابنته، وسألته إن كان يقصد أمي فقال «نعم»، وعدته، وبعدها بأيام توفي، ليته رآني وأنا ألعب لأندرلخت، أيضاً أتذكر أنني لعبت بحذاء والدي الممزق، كنا نتشارك الحذاء، لم أكن أعرف شيئاً عن دوري أبطال أوروبا، لم أشاهد نهائي 2002 وهدف زيدان، كنت أتظاهر أنني شاهدت المباراة، تيري هنري؟ لم أكن أستطيع مشاهدة مباريات تيري هنري، الآن أنا بجانبه، وأتعلم منه كل يوم، أتمنى أن أتواصل مع جدي مجدداً ليرى الحياة التي أعيشها الآن، فلا فئران في المنزل، ونستطيع مشاهدة كأس العالم ودوري أبطال أوروبا، نحن نعيش بخير الآن». Your browser does not support the video tag.