لم تتنازل المملكة العربية السعودية يوماً عن موقفها في محاربة الفكر المتطرف والإرهاب، فالوسطية والاعتدال هو مبدئها الذي قامت عليه لأنه أساس الدين الإسلامي الذي تعتنقه والذي تسير على نهجه، وبتلك المواقف ومن خلال التركيز على ثقافة الوسطية، فمبدأ الثقافة التي تحترم الشعوب والإنسان كان الركيزة الأولى التي أكدها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وهي ذات الثقافة التي وثقها ولي عهد الأمين الأمير محمد بن سلمان والذي بقي في جميع قرارته ورؤيته يؤكد على مبدأ التعايش وهي الثقافة الأولى التي فتحت أبواب المجتمع على تغير جديد لكنه ليس طارئاً، فالتبادل والتعارف والقبول والانفتاح والتجانس وفقاً للمبدأ الإسلامي الوسطي خلق هذه الثقافة التي لم تنفصل عن بقية المستويات التي كانت حاضرة في مسيرة المملكة نحو نبذ التطرف والتشدد فانعكست تلك الثقافة على الناحية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في حين كانت الثقافة هي الراعي الأول لهذا التغيير.. لأن التغير يعني تبادل معارف وخبرات بمعنى الثقافة بمفهومها الكبير الذي يجمع العالم في مكان واحد كلا بحسب طريقته وخبراته وعاداته والجميع بذات رتبة التعايش واحترام الثقافة الآخرى، فكانت الثقافة وكان التعايش ووجد التسامح بعيداً عن التطرف .. الانفتاح الجديد يرى الدكتور علي التواتي- كاتب ومحلل إستراتيجي وخبير سياسي- بأن القرارات منظومة مستقلة سواء كانت اقتصادية أو ثقافية أو اجتماعية أو سياسية، فعلى المستوى الاجتماعي فإن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أخرج هذا الوطن من دهاليز الصحوة، هذه المرحلة كان الناس يعيشون في ضنك نتيجة الضغط الاستثنائي الذي كان يؤطر كل مباهج الحياة، فجاء السماح بالترفيه البريء واعادة الفنون، جميع هذه الامور تؤدي إلى توسيع الافق وإلى إنشاء أجيال متوازنة تعرف الأضداد وتعرف ما هو أقصى اليمين وأقصى اليسار وتعرف أن تتوازن، فمن الناحية الاجتماعية نجد بأن المجتمع أخذ يستعيد مكانته ونقاط قوته بهدوء، فالخيارات أكثر أمام المواطن سواء رجل أو امرأة، فالقرارات المتتالية التي تصب في مصلحة تمكين المرأة أدت إلى ارتفاع في المشاركة في القوة العاملة من 6 % إلى 40 % اليوم، كذلك اشراك المرأة في مجلس الشورى واتخاذ القرار فجميع هذه الامور أعادت للمجتمع وجهه الذي كان يجب أن يكون منذ البداية. وأشار إلى أنه على المستوى الاقتصادي لم تعد الدولة هي الأم الحنون والذي كل مواطن يقعد في بيته وينتظر أن تطعمه وتسقيه، فاليوم هناك مجال واسع للعمل المنتج فمن ينتج يستطيع أن يزيد دخله ويكون في وضع اقتصادي أفضل، الدولة الريعية تتحول إلى دولة منتجة فهذا التغيير سيأخذ وقتاً طويلاً لأن شعوب الخليج عامة تعودوا على الريعية أما الإنتاج أو إضافة شيء أو صناعة شيء يمكن أن يصدر للعالم فمن المتوقع أنهم لم يفكروا في ذلك من قبل، واليوم بدأ الفكر يتغير مع رؤية 2030 بالتحول من الفكر الرعي إلى الفكر المنتج. وأضاف بأنه في الجانب السياسي أن المملكة تتدخل في وقت الحاجة لإيجاد التوازن فالمملكة تمكنت من استعادة العراق إلى الحضن العربي كمكون أصيل من مكونات العربية. السعودية تساند مصر والسودان وجميع الدول العربية والإسلامية التي تحارب الإرهاب والتي تحاول أن تحقق مستقبلاً أفضل لمواطنيها، مبدأ التوازن هو مبدأ شامل ومتكامل لا يقتصر على قطاع ولا على مجال فهو منظومة سياسية اقتصادية اجتماعية وثقافية، فأثر ذلك على الثقافة الموجودة لدى بعض الفئات التي كانت مهمشة واليوم أصبح لديها تطلعات وقيمة في المجتمع، فالتحولات هذه ستؤدي إلى تقليل الاعتماد على الأجانب وهذه من أفضل الأمور التي تعيد التوازن فيسهم المواطن بشكل أكبر في بناء وطنه، والمرأة أيضاً أصبح لها كامل الحقوق في القيادة والعمل وهي ربما يراها البعض تفاصيل صغيرة إلا أنها في حقيقتها ليس صغيرة إنما هي تيار قوي يعيد الدولة والمجتمع إلى وضع التوازن والنمو الصحيح. وأوضح التواتي «أنه كان لولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز دور كبير في تغير الثقافة السائدة التي كانت موجودة في المجتمع، ولكن ما يجعل الناس يلتقون مع ولي العهد أنه يعرف ماذا يريد فيطرح رؤية ويتمسك بها، ويطرح برامج تنموية ويتمسك بها وينفذها، وهنا أمران: الأول أن لديه رؤية، ثانياً: أنه ينفذ برامج لتحقيق هذه الرؤية فلدية آلية لتنفيذها، كما أنه يكره الفساد وهذا مهم جداً، فرأينا عدة مناسبات لجهات وأشخاص تعرضوا للمساءلة والجزاء وأصبحت نسبة النظافة في الأداء أعلى مما كانت. أن تكون القيادة السياسية ممثلة بالأمير الشاب تحارب الفساد فهذا بداية الإصلاح. وذكر بأن ولي العهد يبذل جهود لإيجاد قوة عربية قادرة على صد جميع التدخلات ونجح إلى حد كبير حتى هذه اللحظة. تفكيك الإرهاب يقول الدكتور يحيى مفرح الزهراني أستاذ العلاقات الدولية وحقوق الإنسان المساعد وعضو هيئة التدريس في كلية العلوم الإستراتيجية بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية « بأن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لديه رؤية شابة جميلة أثرت كثيراً في المملكة، فالموازنة المجتمعية حدثت وتمثلت في تمكين المرأة من القيادة ومن كافة الحقوق وهذه ليس لها أثر اقتصادي فقط ولكنها إعادة الميزان إلى توازنه الطبيعي في المجتمع، وهذا التوازن ينعكس على النواحي المجتمعية والإصلاح الفكري، مبينًا بأن تمكين الشباب من خلال مشروعات جديدة ورؤية جديدة دفع كل وزارة وكل مؤسسة لديها توجه لتحقيق هذه الرؤية فهناك هدف مشترك يسعى إليه الجميع من خلال أعمالهم أو تخصصاتهم المختلفة من أجل تحقيق هذه الرؤية مبينا بأن هذا سيجعل الجميع يضيف في مجال تخصصه وسيعطي قيمة مضاعفة للمجتمع ولكافة القطاعات سواء الحكومية منها أو القطاع الخاص فلديهم فرصة مستقبلية لتفادي الأخطاء التي حدثت بحيث يصبح كل شيء مخطط له. وأشار إلى أن المملكة لها باع طويل في محاربة التطرف والإرهاب، فلدى المملكة مبادرات عديدة وأهمها التحالف الإسلامي في محاربة التطرف والذي يهدف إلى محاربة التطرف من نواحٍ عسكرية، سواء من ناحية تمويل الجماعات الإرهابية أو الخطاب المحرض المتطرف، وتبادل المعلومات والخبرات بين الاجهزة المختلفة لدول التحالف، كما أن للملكة دوراً كبيراً من خلال القطاع التعليمي والجامعات ومراكز الأبحاث لدعم هذه المنظومة فالمملكة لا تعمل فقط من ناحية رسمية ولكنها أيضاً من خلال المؤسسات الغير رسمية وذلك من خلال جامعة نايف ومراكز الأبحاث المختلفة وهذه نقطة مهمة فالمملكة تسعى لتفكيك الفكر المتطرف ومواجهة هذا الفكر من خلال الوسائل التي يستخدمها بعض المتطرفين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. فالمملكة تتفاعل مع كل ماهو جديد وتقوم بدورها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. يقول طلال ضاحي عضو مجلس الشورى السابق وأستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق السياسية بجامعة الملك سعود «الرجوع إلى التعاليم الاسلامية ودفع الافراد للتعايش مع الآخر وقبوله بكل تأكيد هو النهج الذي انتهجته المملكة، فالدين الإسلامي على امتداد تاريخية دين التسامح ودين استيعاب الآخر ودين الفطرة وبالتالي لا عجب أن تنتهج المملكة منذ تأسيسها إلى اليوم هذا الخط الواضح، فنحن لا ننكر أنه خلال فترات من تاريخ المملكة ظهرت تلك الأصوات التي أشبه ما تكون بنشاز وحاولت أن تسييس الإسلام والهدف سياسي في المقام الأول، مبيناً بأن الشاب السعودي متدين وسطي بطبيعته وهو قادر على مر العصور بأن يميز الغث من السمين ومن البديهي أن ينحاز للخط المعتدل الذي يميزه الإسلام وأشار» أن أهم ملامح سياسية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهد الأمير محمد بن سلمان فيما يتعلق بالتسامح والتعايش تتضح في محاورة الأديان وهي البذرة التي بذرها الملك عبدالله – رحمه الله – وسار عليها الملك سلمان وولي عهد الامين محمد بن سلمان، فالقيادة الرشيدة لدينا فتحوا الباب على مصرعيه للتسامح والوسطية وحوار الاخر وهذا هو الخط الذي تسير عليه المملكة . الزهراني: ساهم في تفكيك الفكر المتطرف ضاحي: فتح باب الوسطية والحوار مع الآخر Your browser does not support the video tag.