أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حزمة من الأوامر الملكية، تماشيا مع ما تشهده المملكة من عمليات بناء وتحديث متسارعة، جاء في مطلعها إنشاء الهيئة الملكية لتطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، الأمر الذي يعكس حرص المملكة على خدمة الإسلام والمسلمين وحجاج ومعتمري بيت الله الحرام، وتقديم أرقى الخدمات لهم؛ لتمكينهم من أداء شعائرهم ونسكهم بكل يسر وسهولة، كما أن ترؤس الرجل الثاني في الدولة يحمل بين ثناياه رسالة تأكيد على أن المملكة تريد نقل الاهتمام بالمشاعر المقدسة إلى مرحلة غير مسبوقة في تاريخ تطوير العاصمة المقدسة. كما أن عمل الهيئة وفق هيكلة إدارية وقانونية بحيث تصبح جهازا مركزيا لديه جميع الصلاحيات اللازمة سيعطيها دفعة قوية نحو تحقيق أهدافها المرسومة، وفق توجه الدولة الذي يعطي مشروعات الحرمين الشريفين أولوية قصوى. وفي أمر ملكي آخر، يشكل إنشاء مجلس المحميات الملكية نافذة إضافية من خيارات الترفيه، التي شهدتها المملكة أخيرا، ويعكس ترؤس سمو ولي العهد محمية الأمير محمد بن سلمان أهمية هذه المحمية؛ كونها تقع بين مشروعات حيوية كبرى، هي: «نيوم»، «البحر الأحمر»، و»العلا»، وهو ما يمثل ميزة نسبية لتلك المناطق من شأنه ضمان مسايرتها للمشروعات الحيوية التي بدأت الأعمال فيها فعليا. وفي خطوة تهدف إلى تعزيز هوية المملكة، أمر خادم الحرمين بإنشاء وزارة للثقافة، وستنقل هذه الوزارة المملكة إلى مرحلة من البناء المعرفي وتحقيق التنافسية عربيا ودوليا؛ لتقديم النموذج السعودي المؤثر القادر على التعاطي مع مختلف القضايا. ولأن للمملكة تاريخا تليدا تفخر به على الدوم، حيث تضع القيادة نصب عينيها الاهتمام بالمواقع الأثرية في المملكة، لذا أمر خادم الحرمين بإنشاء إدارة لمشروع جدة التاريخية تكون مرتبطة بوزارة الثقافة ولها ميزانية مستقلة. وحرص خادم الحرمين على ضخ قدرات جديدة لدعم بعض الوزارات، إذ أمر حفظه الله بتعيين الشيخ عبداللطيف آل الشيخ وزيرا للشؤون الإسلامية، الذي سبق أن تنقل بين عديد من المناصب، وتولى في وقت سابق رئاسة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما تم تعيين د. عبدالله المعطاني نائبا لرئيس مجلس الشورى، والمعطاني حاصل على درجة الدكتوراه في النقد الأدبي من قسم الدراسات العربية، جامعة أكستير في بريطانيا، وهو عضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبدالعزيز، وكان عضوا في المجلس العلمي بجامعة الملك عبدالعزيز ووكيل كلية الآداب والعلوم الإنسانية فترة واحدة ورئيس قسم اللغة العربية فترتين. وفي جانب يعكس التوجه نحو الاستفادة من القصص الناجحة لرجال الأعمال، تم تعيين المهندس أحمد بن سليمان الراجحي وزيرا للعمل والتنمية الاجتماعية، ويملك الوزير الراجحي رؤية متكاملة نحو تحقيق أهداف التوطين في وظائف القطاع الخاص، وهو ما يتواءم مع توجه الحكومة الهادف إلى رفع نسب العاملين من الموظفين السعوديين في القطاع الخاص، وتوفير فرص عمل مجزية. وفي شأن مشابه، يأتي تعيين المهندس خالد بن صالح المديفر نائبا لوزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين، كونه يملك خبرات تراكمية في هذا القطاع، من خلال قيادته شركة معادن لبناء عديد من المشروعات العملاقة، التي تتسم بالتكامل بين وحدات الإنتاج، ما جعل الشركة من بين أكبر عشر شركات تعدين في العالم. الشيخ عبداللطيف آل الشيخ د. عبدالله المعطاني م. خالد المديفر Your browser does not support the video tag.