من أعلى قمة الجبل الأخضر "جبل ذرة" وسط مدينة أبها كان اللقاء الإعلامي الثالث للزملاء إعلاميي عسير في حضرة صاحب السمو الملكي الأمير، تركي بن طلال بن عبدالعزيز بعد أن أكمل ستين يوماً منذ تعيينه نائباً لأمير منطقة عسير، كان لقاء قمة أبهاوية في ليلة رمضانية مساء الاثنين الماضي، ما بين مداخلات وأطروحات وشفافية ووضوح في الرد، وتأكيد من سمو نائب أمير عسير على المُضي قُدماً في إكمال مسيرة التنمية في هذا الجزء من الوطن الغالي والكبير في كل شيء. جماليات اللقاء تعددت منذ وصول تركي بن طلال الذي ما ألقى السلام حتى تسائل واعتذر: "هل وصلت في الوقت المحدد دون تأخير؟" بالفعل كان حضوره على الدقيقة المحددة، إن لم تكن الثانية. وهو ما عُرف به من التزام وتقدير وتقديس لأهمية الوقت باعتباره المكسب لتحقيق الهدف لدى سموه في كافة أعماله. ومن جماليات اللقاء ما جعلني أحتفظ بكل تفاصيله، حيث كان لقاءً وطنياً، نوعياً، تنموياً، تنويرياً. لقاءً مختلفاً، مميزاً تحيطه ذكريات التاريخ التي لا تنسى، والأمجاد والمحطات المتنوعة التي تهيأت من خلالها وحدة وطنية عظيمة أسسها المغفور له - بإذن الله - الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه -. ففي حديث تركي بن طلال عند استهلاله اللقاء ما يجعلنا جميعاً نتباهى بهذا الوطن وبمؤسس كيانه ووحدته، كما نعتز كثيراً بقيادته الرشيدة الحاكمة من بعده من أبنائه وصولاً لقائدنا المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين - حفظهما الله -. تاريخ مبهر وحكايات وقصص ملكية فاخرة قالها "تركي بن طلال" قد لم توثق البعض منها على صفحات التاريخ، ولكن كونه حفيد المؤسس كان ذا ثقافة تاريخية قريبة ومصادره متنوعة ما بين والده طلال بن عبدالعزيز - حفظه الله -، وأبناء الأسرة المالكة، وكذلك الأسر القريبة من شخصية الملك المؤسس آنذاك، إضافة إلى إطلاعه التام على تاريخ المملكة ووحدتها ومكوناتها. فانطلق تركي بن طلال في الحديث مقدماً تعريفاً عمّايحمله من توجه وفكر وآمال لإكمال مسيرة البناء والتنمية في منطقة عسير يداً بيد مع صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير. مرتبطة تلك الحكايات التاريخية بمسيرة الوحدة وإنطلاقة التنمية التي لم يشبْها تعصب أو تحيز أو ملكية خاصة أو "قولبة في التوجه والأفكار" كما قالها سموه. نعم.. لقد أعاد لنا بحديثه مجد الوحدة ونتاج التوحيد، واستعرض مسيرة البناء والتنمية للإنسان والمكان إلى يومنا هذا على كل شبر من ثرى وطننا الطاهر. ليكشف تركي بن طلال شخصيته ومهامه بأنه مسؤول أتى ليعمل ولا يرضى سوى بفريق عمل جاد متكاتف، رؤيته واحدة وهدفه الإنجاز الحقيقي. مؤكداً في حديثه "أن العمل الإعلامي يتطلب طرحاً متوازناً ما بين دعم الإنجاز للاستمرار، وإظهار الإخفاق لإيجاد الحل مع تكوين صورة مناسبة للعمل". المعادلة الأخيرة هذه جعلتني أعيد ترتيب ما تعلمته من على بلاط صاحبة الجلالة خلال عقدين مضيا، حيث أيقنت فعلاً وبتوجيه وتأكيد من سموه في هذا اللقاء: أن إعادة صياغة العمل الإعلامي بما يتوافق مع المنجز وليس الشخص. بات مطلباً ورسالة لكل صحافي وإعلامي في أرض الميدان. وقبل الختام.. من جماليات اللقاء تشرفت بإهداء سموه الكريم ما وثقّته "الرياض" على صفحاتها لمسيرة التنمية للمنطقة ومكنوناتها وعناصرها السياحية خلال العام الميلادي الماضي وإطلاعه عليها، وذلك من خلال الإصدار التوثيقي لمعرض "أبها على صفحات الرياض" في نسخته الأولى والذي نسعى - بإذن الله - أن يكون نهاية العام الحالي النسخة الثانية. أما الختام.. أؤكد فيه أنني سأبقى منتظراً من سموه "ثلاث" حكايات تاريخية وطنية وعد بأن يرويها في لقاء آخر. نعم.. سأنتظر لأني شغوف بحب الوطن وكل رواياته. كيف لا..؟ والوطن هو "أنا" قلباً وقالباً!. *المدير الإقليمي لجريدة الرياضبعسير Your browser does not support the video tag.