شهدت النسخة الثلاثون من الكتاب السنوي للتنافسية العالمية والصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية IMD، تراجعاً طفيفاً في ترتيب المملكة، بمعدل ثلاثة مراتب إلى المرتبة التاسعة والثلاثين. إلا أنه وعلى الرغم من هذا التراجع الطفيف، فقد شهدت المملكة تحسناً ملحوظاً في العديد من المؤشرات كالمالية العامة، ما أدى بدوره إلى تحسين البنية التحتية الأساسية. بالإضافة إلى ذلك، شهدت المملكة أيضاً زيادة في عدد الاستثمارات الدولية وكذلك التجارة الدولية على مدار العام، الأمر الذي يُعتبر نتيجة مباشرة لموجة الإصلاحات التي تشهدها المملكة. هذا وقد شهد مؤشرا الإطار المجتمعي والمواقف والقيم تحسناً كذلك. على الرغم من تحسن الأداء في عدد من المؤشرات، إلا أن سعي ومشوار المملكة للارتقاء بقدرتها التنافسية لتحتل المراكز الأولى عالمياً لايزال طويلاً. فترتيب المملكة فيما يخص الاقتصاد المحلي متدنٍ بعض الشيء، فهي تواجه تحدياً في الموازنة بين عجز الميزانية بسبب تقلبات أسعار النفط. بالإضافة إلى ذلك، شهد ترتيب سوق العمل انخفاضاً ملحوظاً من 35 إلى 57. الأمر الذي يمكن ربطه ارتباطاً وثيقاً بانخفاض عدد النساء العاملات. لابد من الإشارة إلى أنه مع بدء تطبيق ركائز رؤية 2030، لاشك في أن تنافسية الاقتصاد السعودي سترتفع لتلحق بجارتها الإمارات وتحقق مراتب متقدمة في السنوات المقبلة. وسيلعب تطوير رأس المال البشري السعودي وخاصة الشباب والنساء، بما يتماشى مع أهداف رؤية 2030 لقيادة اقتصاد مستدام في المملكة، دوراً رئيساً في تحفيز اقتصاد المملكة الوطني وزيادة قدرتها التنافسية. ومن جانبه قال البروفيسور أرتورو بريس، مدير مركز التنافسية العالمية التابع لمعهد التنمية الإدارية IMD: «تمر المملكة بمرحلة مهمة من الإصلاحات وعليه فقد يبدو المستقبل مبهماً بعض الشيء ما قد يكون أحد أسباب التباطؤ الذي شهده ترتيب المملكة. إلى ذلك، فإن المملكة تنتهج حالياً استراتيجية لتنويع اقتصادها من أجل تقليل الاعتماد على العوائد النفطية، الأمر الذي قد يكون قد تسبب في تراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي ورأس المال الثابت الإجمالي وإلى تراجع ثلاثة مراكز في ترتيب العام 2018 مقارنة بالعام الماضي». أما على الصعيد العالمي، فإن ترتيبات العام 2018 تؤكد الاستنتاجات التي بدت واضحة في ترتيبات الأعوام الماضية، وهي أن لكلّ دولة من الدول ذات التنافسية العالية طريقتها الخاصة وأسلوبها الفريد في التنافسية. Your browser does not support the video tag.