تتماهى الكلمات طربًا بوطنيّة باذخة، ويحضر اسم الوطن في وجدان إبن من أبنائه وهو يُجد نفسه وجهًا لوجه أمام منّصة التّكريم بجامعة الدّول العربيّة بالقاهرة. ومن البدهي أن تكريم المواطن يُجيّر للوطن الذي أنجبه ، الوطن الذي منحهُ الفرصة لاثبات ذاته ، ومدّه بالدّعم لتنمية مهاراته، ووفر له أدوات النّجاح الماديّة والأدبيّة ليتقدّم الصّفوف ، وبثّ فيه الثّقة لتجويد إنتاجه ، ووضعه على صهوة التّحدي أمام مُجالِيه ليكشف عن مهارته ونبوغه داخل الوطن وخارجه. نقول هذا بين يدي تكريم عرّاب ألعاب القوى السعودية ومؤسسها الحقيقي الأمير نواف بن محمد بن عبدالله، الذي ستشهد جامعة الدّول العربيّة تكريمه من قبل مجلس وزراء الشّباب والرّياضة العرب، نظير إسهاماته وجهوده في تنمية الشباب والرياضة في موطنه المملكة العربية السعودية وفِي الوطن العربي . وتكريم نواف بن محمد الرئيس التاريخي لألعاب القوى السّعوديّة لفتة تحسب لمجلس وزراء الشّباب والرّياضة العرب الذين قدّروا مسيرة الأمير الحافلة بالجدّ والمثابرة ، والعمل المتواصل في تنمية الشّباب ، وتطوير الرّياضة بشكل عام ، ورياضة ألعاب القوى بشكل خاص دون إستكانة أو تراخٍ ، وبإبداعٍ مبني على رؤية علميّة، وبرتم متصاعد للوصول بألعاب القوى لمراكز التميز ( الأسرع ، الأعلى ، الأقوى ) الشعار الذي يرفعه رياضيو هذه اللعبة ويحلمون بالوصول اليه. ففي مجال ألعاب القوى التي لازم الأمير مضاميرها شابًا يافعًا ، وإدارياً مسؤلاً عنها لأكثر من ربع قرن ، واجه فيها القائد الكثير من الصعاب وتخطاها جميعها دون أن تعيق مسيرة اتحاده أو تعطل برنامجه الطويل حتى غدت ألعاب القوى السعودية فرس الرهان بين الرياضات الأخرى، ومن فرط الاهتمام بإنجازات اللعبة لقب الرئيس بالرئيس الذهبي ، وأصبح أبطالها رقماً صعباً على المستويات الخليجيّة والعربيّة والقاريّة ، ووصل في عهده الأبطال لمضامير المنافسات الدّوليّة بمستويات متفاوتة. وفي مجال نشر ثقافة اللعبة صاغ القائد برنامجًا لتوسيع قاعدتها مع وزارة التعليم والجامعات وهدفه من ذلك نشر ثقافتها بين الناشئة باعتبارها رياضة تحافظ على صحة الفرد قبل أن تكون رياضة تنافسية. والعارفون بالأمير الذي سيكرّم من أعلى سلطة عن الشّباب والرياضة في العالم العربي لا يخامرهم شك بأن التّكريم الذي أوصى به مؤتمر اتحاد اللجان الذي عقد في الرباط بالمملكة المغربية في 2017 والذي كان بالإجماع ايمانًا من المؤتمرين باستحقاق الامير للتكريم كقائد عربي ملهم وذلك كفاءً لمسيرته التي اتسمت بالإخلاص والتّميز في داخل وطنه وخارجه. وانجازات اللعبة وتاريخها سوف يسجل لنواف بن محمد بأن من ثمرة جهوده خلال رئاسته لإدارة العاب القوى السعودية هي : تسيد الأبطال السعوديين على المراكز المتقدمة في المنافسات العربية والقاريّةإضافة لحضورها أولمبيا من خلال البطل هادي صوعان توسيع قاعدة ثقافتها في الداخل. تهيئة نخبة من الكوادر الوطنية من الشباب في إدارة اللعبة وتحكيمها وتدريب أبطالها. تقديم نخبة من القيادات الإدارية والفنية لتمثيل المملكة في إدارة ولجان الاتحادات المماثلة عربيًا وقاريًا ودوليًا. وضع برنامج اجتماعي مصاحب لرعاية اللاعب وأسرته وباعتبار المملكة البلد المستضيف للاتحاد العربي لألعاب القوى فقد كان الأمير نواف رجل الظّل وأيقونة الاتحاد العربي لألعاب القوى ورئيسه الفخري على مدى العشرين سنة الماضية بحضوره الدّائم لبطولات الاتحاد ودعمه لأبطاله ماديًا وأدبيًا. وإسهامات الأمير لم تتوقف على المستوى الوطني أو العربي فهو اليوم عضو فاعل في أعلى سلطة تشرف على ألعاب القوى في العالم، فقد وصل إلى الكرسي العالمي بتاريخه الحافل ، وخبرته الواسعة التي أقنعت الناخبين أمام صندوق الانتخابات لاختياره ليكون واحداً ممن يسيّرون العاب القوى في العالم اليوم . ويبقى تكريم الأمير على المستوى الخارجي فخر لمؤسستنا الرياضية التي بدأت هي الأخرى بمبادرات محمودة لتكريم بعض نجوم الرياضة ، وهي لفتة محسوبة لمرحلة الأستاذ تركي آل الشيخ الرئيس الحالي لهيئة الرياضة. ولنا وقفة أمام التّكريم في الداخل ، والتكريم في الخارج فمن العدل الا تسبقنا الهيئات الخارجية على تكريم من يستحق التكريم من رموزنا الذين أعطوا لرياضة بلدهم بسخاء سواء كان ذلك في الإدارة ، أو التدريب ، أو التحكيم ، أوالإعلام الرياضي ، ويأتي الأمير نواف بن محمد الرئيس التاريخي لالعاب القوى الذي نال التكريم خارج الوطن قبل تكريم الوطن ، على رأس قائمة مستحقي التكريم في وطنه. نهنيئ الأمير نوّاف بن محمد بن عبدالله القائد الرّياضي الأشهر في المملكة بهذا التّكريم الذي يأتي إنصافًا وتتويجًا لمسيرته الثرية في خدمة الرّياضة والشّباب. Your browser does not support the video tag.