أنارت رؤية 2030 التي رسم خارطة طريقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الطريق لجيل المستقبل ليتسنموا قيادة هذه الرؤية وتحقيق ما رسمته من برامج ورؤى طموحها عنان السماء. ولعل من الجوانب المحورية في الرؤية هي أن يدلف شبابنا عالم الذكاء الاصطناعي كعلم يحمل معه واقعاً مختلفاً يتناسب مع متطلبات المستقبل، لكنه بدأ فعلياً مع شباب اليوم، فوصل ضوء الشرارة التي أوقدها سمو ولي العهد إلى قلوب شبابنا ومنهم نخبة من طلاب متوسطة في الأحساء، حينما حققوا المركز الثالث على مستوى العالم في مسابقة برمجة الربوت ال(فيرست لوقي ليق FLL) التي أقيمت في مدينة هيوستن الأميركية، ووسط منافسة 108 فرق من نحو 50 دولة، ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن علم الربوت أو "الذكاء الاصطناعي" هو تماماً ما تقوم عليه الرؤية، ومن هنا كسب هذا الإنجاز السعودي قيمة عظيمة على الصعيد العالمي، لاسيما وأنها الجائزة العالمية الأولى في تاريخ المملكة، ولاشك أنها ثمرة نضجت مبكراً جداً من ثمار الرؤية. "الرياض" زارت المدرسة الفائزة والتقت بالشباب الفائزين ووقفت على قصة فوز شبابنا. وتحدث الطالب عبدالعزيز الملحم -ثالث متوسط- عن اهتمامه بالربوت، حيث كان معلمه يكلفه بحل واجبات في البرمجة وتأكيد ذلك بالربوت للتأكد من صحتها، ومن هنا نشأ حبه لهذا النوع من العلم، ناصحاً أقرانه الطلاب بالتعامل مع الربوت، معتبراً أن بناء المستقبل وتحقيق رؤية 2030م و"نيوم" يقوم على الربوت، مستدركاً أن الربوت ليس كما يعتقد البعض بأنه مجرد للعب وإنما للاستفادة الكبيرة، فمسابقة ال FLL فيها قيم أساسية تعلم الأبناء البحث والاجتهاد وتوصيل المعلومة، كما أن هذه المسابقة ساهمت في تطور لغته الإنجليزية. وأوضح الطالب سعود الجافي -ثالث متوسط- أن بدايته مع الربوت كانت بتشجيع من المدرب محمد جرادات، فدخل مسابقة سومو، ومسابقة تتبع الخط، وتدريجياً ومع استمراره في التدرب بات شغوفاً بعالم الربوت، كاشفاً عن أن الربوت يجمع علوم الحاسب والهندسة والفيزياء، مبيناً أنه عمل على تطوير مهاراته خلال العامين الماضيين، حتى حقق وزملاؤه الجائزة العالمية، ذاكراً أن من أهم فوائد الاحتكاك العالمي هو تعلم القيم الأساسية والاستمتاع والتعلم وليس فقط الفوز. وأشار عبدالعزيز الملحم وزميله سعود الجافي إلى أنهما تعلما عملهما في تركيب الربوت، عبر اتباع خطوات هندسية بحتة، وذلك لكون التركيب مرتبطا بالهندسة بدءاً من شكل الربوت ووضعية الحساسات ووضع المواتير، كما تدربا على البرمجة والتصميم وإصلاح الأخطاء في الجهاز، فكانت هذه التدريبات سرّ تفوقهما في البرمجة رغم عدم سهولتها -على حد تعبيرهما-. وتعلم الطالبان سليمان الحسين -أول متوسط- ومحمد النويصر -ثاني متوسط- كيف يربطان الأمور الفيزيائية والكيميائية بالواقع، كما تعلما الإلكترونيات والبرمجة وتركيب الربوت، وشاركا في مسابقة السومو، ولم يخفيا طموحهما في دخول مسابقات قادمة ورفع راية التوحيد في المحافل الدولية. وسبق أن شارك الطالب سلمان القحطاني -ثاني متوسط- في مسابقة عالمية في دولة كوريا في مجال البحث العلمي وأصبح حديث عهد بالربوت، فدخل مسابقة السومو وتعلم فيها البرمجة والرياضيات، كما شارك في أميركا، وينوي الاستمرار في مسابقة الربوت. من جهته اعتبر خالد اليوسف -قائد مدرسة جواثا المتوسطة- أن الجائزة العالمية التي نالوها هي فوز للمملكة بدعم وزارة التعليم والإدارة العامة للتعليم بمحافظة الأحساء. وقال ماجد عبدالرحمن البوسعد -مشرف نشاط والمشرف على ملف الربوت بإدارة تعليم الأحساء-: إن الجائزة التي حصدها أبناء مدارس جواثا هي إحدى الجوائز التي تقام على مستوى العالم بمشاركة نحو (60) دولة، وهي عبارة عن أفضل فريق في مسابقة ال(فيرست لوقي ليق FLL) التي تقام سنوياً في إحدى المدن الأميركية، وهذا العام أقيمت في مدينة هيوستن، مضيفاً أنه تقوم هذه المسابقة على حل مشكلة تطرح سنوياً أمام الطلاب من قبل شركة الليقو ليقوموا بحلها عن طريق مهام طاولة عن طريق الربوت، بالإضافة إلى القيم التي تكون بين الفرق والطلاب أنفسهم، إلى جانب طريقة برمجة الربوت لأداء هذه المهمات، مبيناً أن المسابقة تحتوي على أربعة كؤوس هي كأس البطل، كأس البرمجة، كأس القيم، كأس المشاريع. وتحدث صالح قوقزه ومحمد جرادات -مدربان للربوت- قائلين: إن التعامل مع الربوت يتطلب الإلمام بالبحث العلمي السليم، ناصحين المدارس التي تتطلع للانخراط في مجال الربوت إلى أن تبدأ بتخصيص مدرب، وتجهيز قسم خاص بالربوت، وتحديث الأجهزة سنوياً، لافتين إلى أن الربوت أو الذكاء الاصطناعي تدعم بشكل رئيس رؤية 2030 وهذا الجيل سيحقق هذه الرؤية. .. وهنا يرفعون مع قائد المدرسة جائزة المركز الثالث عالمياً عمل جاد وطموح كبير لدى أبنائنا أبناؤنا دلفوا بتميز إلى عالم الذكاء الاصطناعي Your browser does not support the video tag.