انطلقت أمس فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر السادس عشر لمؤسسة الفكر العربي «فكر 16» في إمارة دبي. وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي د. عبداللطيف الزياني، أثناء مشاركته في الجلسة الرئيسية الثانية للمؤتمر: إن النظام الأساس لمجلس التعاون الخليجي ينسجم مع مواثيق جامعة الدول العربية وميثاق الأممالمتحدة، مؤكداً أن أول اتفاقية وقعت في مجلس التعاون الخليجي كانت بعد تأسيس المجلس بثلاثة أشهر، وهي اتفاقية اقتصادية؛ لأن أساس المجلس هو الاستقرار الاقتصادي والسياسي. وأضاف أن المواطن الخليجي هو غاية التنمية المستدامة ووسيلتها، وهو من يحافظ عليها، ولذلك نولي الشباب أهمية كبيرة، ونظمنا عدة مؤتمرات لهم، لأن رؤية قادة دول الخليج ترتكز على الاستماع لهم وتأهيلهم. وأشار د. الزياني إلى أن الجامعة العربية تدعم مجلس التعاون بشكل كبير، وبالتحديد في أزمة اليمن والمبادرة الخليجية التي أسهمت فيها الجامعة بجهد كبير، لذلك نعمل بجهد في المجال الإنساني لدعم اليمن، واضطررنا للحل العسكري لإعادة الشرعية والعودة للحل السياسي، ونعمل لتأهيل اليمن للاقتصاد الخليجي، مؤكداً أن مجلس التعاون يعمل على مكافحة وتمويل الإرهاب والفكر المتطرف. إلى ذلك أكد د. أنور قرقاش وزير دولة الإمارات للشؤون الخارجية أثناء انعقاد الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "فكر16" بدبي أن تجربة الدولة الوطنية ناجحة في وجهة نظرنا، وكما توجد تجارب عربية متأزمة هناك تجارب ناجحة، لكن هناك حاجه لإعادة تحديث النظام العربي، ومواجهة العديد من التحديات ومنها، الخطر الإيراني والمحور التركي القطري ومعهم الإخوان المسلمين، حيث أن هناك ثلاث محاور في العالم العربي تتصارع حول مساعي الاستقرار وعدم الاستقرار، الأول إيراني بعده توسعي ونفسه طائفي ويلعب دورا ًرئيسيا في الملفات العربية، حيث أنه استغل الطائفية لتعزيز نفوذه في المنطقة، والثاني تركي بدعم من الإخوان وقطر بخطاب ديني، والثالث نحن في الإمارات اخترنا أن نكون ضمن محور عربي وسطي أركانه في السعودية ومصر". وأضاف قرقاش كما أن هناك حاجه لحماية وتحديث النظام العربي وهي ليست دعوة للعودة إلى الوراء ولكن هناك حاجه للمصداقية والفاعلية في النظام العربي، لأن ضعفه أدى لجعله مشاعاً لإيران وغيرها. وأشار قرقاش أن الوهن الذي يعاني منه النظام العربي يرتبط بالوهن كذلك في النظام العالمي لذا نرى الفراغات في سورية والحل هو القدرات الذاتية في النظام العربي، كما أن التحدث الماثل أمام صناعة الاستقرار في العالم العربي مرتبط باسترجاع مؤسسات الدولة وهذا الأمر يأخذ وقتاً طويلاً، كون الحالة التي نعيشها هي حالة الدولة الفاشلة. وأوضح قرقاش أن الاستقرار مطلب أساسي لأن هدم النظام السياسي قد يستغرق عاماً أو عامين، لكن استرجاع النظام السياسي يتطلب عقوداً، وهناك حاجه لبث المصداقية والفاعلية في النظام العربي وتحديثه. وقال قرقاش: "كل زيارة لنا إلى عواصم العالم نقول ونكرر أن أهم تطور في المنطقة العربية هو التحديث والتجديد الذي تشهده السعودية اليوم والذي يستحق دعماً من الجميع"، مضيفاً، الخيارت التي أمامنا ليست إيرانية أو تركية فقط بل أمامنا خيارات عربية مثل المملكة ومصر ويمكن للعراق أن يكون ركناً ثالثاً وعلينا بناء الوعي لخلق مكاسب اقتصادية وسياسية. وأكد أن مجلس التعاون باق لأن نجاحه ليس سياسياً فقط بل خلق سوقاً مشتركاً ضخماً سهل التبادل التجاري بطريقة مذهلة، وهو باق لأن هناك مصلحة للشعوب الخليجية تتغلب على الخلافات السياسية. وأوضح أن الإمارات تؤكد أن الحل السياسي في سورية قائم على أسس ومبادىء جنيف، وأن الحسم العسكري غير ممكن، مؤكداً انه لايمكن عودة عقارب الساعة إلى الوراء لأن المصلحة الوطنية تتغلب علي أي مشكلة أخرى، وعلينا أن نحافظ على أمننا واستقرارنا، وكما قلت مراراً أن استقرار الإماراتينبع من أمن واستقرار المملكة، وعيلنا أن نتعظ من ما يسمى "الربيع العربي" الذي دمر الدول. Your browser does not support the video tag.