ينتظر مشروع قناة سلوى الذي يمتد من منطقة سلوى إلى خور العديد صدور الموافقة الرسمية عليه والترخيص له ليصبح قيد العمل خلال سنة واحدة فقط، ليحول المنطقة الحدودية مع قطر إلى منطقة تجارية ويسهم في التنشيط السياحي بين دول الخليج عبر الرحلات البحرية، وسيحول قطر إلى جزيرة صغيرة معزولة عن محيطها الخليجي. قناة سلوى تمتد إلى 60 كلم داخل الأراضي السعودية، وعلى بعد نحو كيلومتر واحد من خط الحدود الرسمية مع قطر ما سيجعل المنطقة البرية المتصلة مع قطر منطقة عسكرية للحماية والرقابة يُبنى عليها قاعدة عسكرية ومن المقرر تحويل الجزء المتبقي إلى مدفن نفايات للمفاعل النووي السعودي الذي تخطط المملكة لإنشائه، وأعلن منذ أيام عن تحالف استثماري لتمويل مشروع القناة بالكامل من جهات سعودية وإماراتية استثمارية يضم تسعة من شركات القطاع الخاص على أن تكون السيادة سعودية كاملة، وستسند عمليات الحفر والشق لشركات مصرية ذات تجربة بعد شقها قناة السويس الجديدة التي امتدت ل 72 كلم، وانتهى حفرها وتعميق ممرها المائي في 12 شهراً. وقالت د.نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، في حوار ل»الرياض»: «المملكة تقيم هذا المشروع بالكامل على أراضيها وبالتالي لها كامل الحرية في اتخاذ كل ما يعود بالنفع على المملكة، وهذا حق لها وفق القوانين والأعراف والمواثيق الدولية، ولا أحد يستطيع أو يجرؤ أو له الحق في أن يتساءل عن مشروع تقيمه المملكة على أراضيها، فهي لا تتعدى على أحد. * ما الذي يشكله هذا المشروع بالنسبة للاقتصاد السعودي كمنطقة جذب سياحي إقليمي وعالمي؟ * أعتقد أن مشروع قناة سلوى مكمل لفكرة مشروع نيوم الذي يقام على الجزء الغربي للمملكة، وبالتالي هو محاولة لاستغلال الجزء الشرقي من زاويتين سياحية وتجارية، لأن القناة ستتيح فرصاً أوسع للمملكة للتبادل التجاري مع العالم. * وما أهمية إنشاء قاعدة عسكرية في هذه المنطقة؟ * هذه اعتبارات ترتبط بالأمن القومي للمملكة، فهناك قاعدة تركية في قطر مع تزايد للنفوذ الإيراني، وبالتالي من حق المملكة اتخاذ التدابير الخاصة بها، وحماية أمنها. * في رأيك.. ما أسباب اختيار شركات مصرية لحفر القناة؟ * الخبرة المصرية، مؤخراً قامت مصر بحفر قناة السويس الجديدة في وقت قياسي بكل المعايير، وبالتالي السمعة التي اكتسبتها الشركات المصرية نتيجة هذا الإنجاز كانت عاملاً مهماً، في ضوء العلاقات القوية بين البلدين، وأن مصر بشكل أو بآخر شريك في مشروع نيوم، وفي نفس الوقت المملكة داعم أساسي لمصر اقتصادياً، وبالتالي يهمها أن تكون للشركات المصرية الأولوية، بالإضافة إلى أن التوافقات السياسية والأمنية بين البلدين تجعل مصر حريصة على أمن القناة الجديدة، وأن يكون هذا المشروع في يد أمينة دون أن يتعرض لأي تسريبات، وبالتالي هي مجموعة عوامل دفعت المملكة لاختيار الشركات المصرية. * كيف ترين تحويل قطر من شبه جزيرة إلى جزيرة؟ * قطر كانت تستمد أهميتها من العمق الخليجي؛ أهمية قطر أنها كانت بشكل أو بآخر نافذة خليجية، وبالتالي العمق الخليجي بالمعنى الجغرافي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي والعسكري، وبالمعنى الواسع الذي كانت تعطيه دول مجلس التعاون الخليجي وخصوصاً المملكة لقطر، أعتقد أنه كان الأساس الرئيسي الذي أعطى لقطر نوعاً من الزخم والثقل، ولذلك ما يحدث الآن بفصل قطر سيترتب عليه أن قطر ستفقد ما تبقى من أهميتها، ولن تكون ذات ثقل أو وزن على الصعيدين الإقليمي والعالمي. * بعض وسائل الإعلام ذات التمويل القطري تشن هجوماً على مشروع القناة.. ما تعليقك على ذلك؟ * المملكة تقيم هذا المشروع بالكامل على أراضيها وبالتالي هي لها كامل الحرية في اتخاذ كل مايعود بالنفع على المملكة، وهذا حق لها وفق القوانين والأعراف والمواثيق الدولية، ولا أحد يستطيع أو يجرؤ أو له الحق في أن يتساءل عن مشروع تقيمه المملكة على أراضيها، فهي لا تتعدى على أحد، لكن بالتأكيد هذا المشروع يضع قطر في حجمها الفعلي كجزيرة صغيرة، بعد أن استغلت العمق الخليجي والكرم الخليجي سواء من المملكة والإمارات وغيرهما من دول الخليج وعاثت في الخليج وفي غير الخليج، وأرى أن قطر هي التي اختارت بعد أن نفذ صبر المملكة وباقي الدول الأربع التي بذلت جهوداً مضنية حتى تعود قطر إلى الحاضنة العربية وتعود دولة محترمة بسياسات بناءة تجاه جيرانها وتجاه العالم العربي ولكنها رفضت. * في رأيك.. في حالة عودة النظام القطري إلى رشده والاستجابة لمطالب الرباعي العربي، هل من السهل إيجاد حلول لتفادي الأضرار التي تقول الدوحة إنها تخشاها من المشروع؟ * بالتأكيد.. المملكة دائماً تمد يدها لقطر ولغير قطر، وأرى أن السياسة السعودية سياسة بناءة ومنفتحة وقابلة للحوار والتفاوض بشكل جدي، وأعتقد أن الأمر يتوقف كلية على الدوحة، لديها رغبة حقيقية أن تعود إلى رشدها أم أنها مصرة على اتباع سياساتها التي تخلخل الأمن القومي للدول الأربع، والأمن القومي العربي. * هل تتوقعين أن نرى النجاح على الأرض لهذا المشروع الضخم قريباً؟ * بالتأكيد؛ لأنه لا يوجد ما يمنع تحقيق النجاح، الخبرات موجودة والإرادة متوافرة، وبالتالي في هذه الحالة ومع توفر هذه الاعتبارات سنرى النجاح الحقيقي لهذا المشروع. د. نورهان الشيخ Your browser does not support the video tag.