الجولة المكوكية لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والتي حقق فيها المعادلة الصعبة في زيارته التاريخية إلى الولاياتالمتحدة الأميركية، وشملت الزيارة جميع النخب السياسية والاقتصادية، وأثمرت عن توقيع عقود اقتصادية ضخمة وصناعة تحالفات سياسية واتفاقيات عسكرية أصبحت هي حديث الإعلام الأميركي والأوروبي؛ وزاد هذا الاهتمام شفافية وصراحة سمو ولي العهد في أحاديثه الصحفية ولقاءاته الإعلامية، وآخر هذه الحوارات هو حوار سمو ولي العهد مع مجلة «ذا أتلانتيك» الأميركية، والذي شمل جميع النقاط الاقتصادية والسياسية والمحلية والثقافية، وكانت فيها إجابات سموه واضحة ومقنعة، أرضت فضول الإعلام الأميركي والعالمي، وفي الحوار لخص سمو ولي العهد في كلمات مختصرة ترتكز على الشفافية، مواقف المملكة حكومة وشعباً من عدة ملفات وقضايا تشغل الرأي العام المحلي والعالمي، وأكد الأمير محمد بن سلمان في الحوار على ضرورة الوقوف بوجه محاولات «مثلث الشر» الذي يضم طهران وجماعة الإخوان والتنظيمات الإرهابية،والتي تهدف إلى بناء إمبراطورية متطرفة تحكم العالم الإسلامي. وشبه سموه في الحوار مع الكاتب جيفري غولدبيرغ، المرشد الإيراني بهتلر، مشددًا في الوقت نفسه على أن المملكة هي أكبر مانح لليمن وأن الأشخاص الذين يتلاعبون بهذه المساعدات هم الحوثيون. وقال ولي العهد: إن هناك مبادئ أساسية للقيم التي يشترك فيها جميع البشر، ولكن هناك اختلافات من بلد إلى بلد. مبادئ أساسية للقيم المشتركة وأشار الأمير محمد بن سلمان إلى أن السعوديين لا يريدون أن يفقدوا هويتهم، مبيناً بقوله: «صحيح أننا نريد أن نكون جزءاً من الثقافة العالمية، ولكننا نريد دمج ثقافتنا مع الهوية العالمية بما لا يؤثر فيها، وقال سموه موجهاً حديثه لغولدبيرغ بعد سؤاله حول ما يتعلق بالقيم: «نحن لا نشارككم نفس القيم، ولكنني أعتقد أيضاً أن مختلف الولايات في الولاياتالمتحدة لا تتشارك نفس القيم تماماً. هناك قيم مختلفة بين كاليفورنيا وتكساس، فكيف تريد منا مشاركة قيمكم بنسبة 100 % عندما لا تتشاركون أنتم نفس القيم؟ بالطبع هناك مبادئ أساسية للقيم التي يشترك فيها جميع البشر، ولكن هناك اختلافات، من ولاية إلى أخرى، ومن بلد إلى بلد». «مثلث الشر» يحاول بناء إمبراطورية متطرفة تستلزم الوقوف بوجهها وأوضح سمو ولي العهد، أنه ليس هُناك ما يسمى بالوهابية، ولكن لدينا في المملكة مسلمون سُنّةً، وكذلك لدينا مسلمون شِيعة، ونؤمن بأن لدينا في الإسلام السني أربع مدارس فقهية، كما أنه لدينا العلماء الشرعيين المعتبرين ومجلس الإفتاء، نحن في السعودية قوانيننا تأتي من الإسلام والقرآن، ولدينا المذاهب الأربعة -الحنبلية، الحنفية، الشافعية، والمالكية، وهي مذاهب تختلف فيما بينها في بعض الأمور، وهذا أمر صحي ورحمة، وعن القضية الفلسطينية نوه الأمير محمد بن سلمان أن كل شعب، في أي مكان، له الحق في العيش في بلده المسالم، وقال إن الفلسطينيين والإسرائيليين لهم الحق في امتلاك أرضهم الخاصة وفق اتفاق سلام عادل ومُنصف لضمان الاستقرار للجميع، ولإقامة علاقات طبيعية بين الشعوب. المملكة بلد السلام والمحبة وأكد الأمير محمد بن سلمان أن المملكة هي بلد السلام والمحبة، وليس لديه مشكلة مع اليهود، مستشهداً بزواج النبي محمد صلى الله عليه وسلم من امرأة يهودية، وأن جيرانه كانوا من اليهود، وأشار سمو ولي العهد في الحوار الصحفي أن الحرية مكفولة للجميع وتستطيع في المملكة القيام بأي شيء تريده والعمل على تطوير أي مشروع بالطريقة التي تريدها في المجال التجاري، إلا أن هناك معيار مختلف فيما يتعلق بحرية التعبير في المملكة، وهناك ثلاثة خطوط لا يمكنك اجتيازها، الخط الأول هو الإسلام، فلا يمكنك تشويه سمعة الإسلام أو التجاوز عليه، والخط الثاني التجاوزات الشخصية، والخط الثالث هو الأمن القومي؛ وأكد الأمير محمد بن سلمان مدى دعمة المرأة السعودية، والمساواة بينها وبين الرجل، وقال «أنا أدعم السعودية، ونِصف السعودية من النساء، لذا أنا أدعم النساء». كما قال ولي العهد: «في ديننا لا يوجد فرق بين الرجال والنساء، هناك واجبات على الرجال، وهناك واجبات على النساء، لكن هناك أشكال مختلفة من فهمنا للمساواة، في المملكة مثلاً يُدفع للنساء المقابل المالي نفسه الذي يُدفع للرجال، وسيتم تطبيق هذه اللوائح على القطاع الخاص. وحول إمكانية إلغاء هذه القوانين، قال ولي العهد: «هناك كثير من الأسر المحافظة في المملكة، هناك كثير من العائلات المختلفة في فهمها وعاداتها في الداخل، فبعض العائلات تحب أن تكون لها سلطة مطلقة على أفرادها، وبعض النساء لا يرغبن في سيطرة الرجال عليهن، هناك عائلات تعد هذا أمراً جيداً، هناك عائلات منفتحة وتتيح للنساء والبنات حرية أكبر فيما يردن. الأمير محمد بن سلمان: المملكة أكبر مانح لليمن.. والحوثيون يتلاعبون بالمساعدات Your browser does not support the video tag.