منذ عشرة أعوام وكرة القدم الإيطالية تمر بمرحلة انخفاض مستوى فني لأغلب فرقها بقيادة الميلان والإنتر، وهذا انعكس سلبياً على المستوى العام للدوري الذي فقد كثيراً من بريقه ونجومه ومتابعيه، مما أدى إلى عزوف الجماهير وانخفاض قيمته مقارنة بمنافسيه من الدوريات الأوروبية الأخرى التي تفوقت عليه كثيرا لأسباب عدة لعل من أبرزها الجوانب التجارية،. وكان من الطبيعي أن يمتد التأثير السلبي للمنتخب الإيطالي الذي لم يتأهل إلى مونديال روسيا في أمر كارثي للكرة الإيطالية ولنهائيات كأس العالم التي خسرت ضلعاً ثابتاً في هذه البطولة إذ لم يغب عنها منذ 60 عاماً بل انه حقق اللقب أربع مرات كان آخرها عام 2006. وعلى الرغم من كل هذه النكسات للكرة الإيطالية ولفرقها ودوريها، إلا أن يوفنتوس الملقب بال»سيدة العجوز» لايزال متماسكاً، بل تطور كثيراً بفضل إدارة النادي التي استطاعت أن تعيد له شبابه في مواكبةً التطور وممارسةً الإبداع. وكان ذلك عبر إستراتيجية تسويقية رسمت بعناية بهدف وضع «اليوفي» من أندية النخبة على مستوى العالم تجارياً وفنياً، ولأن المستويات والنتائج الفنية تعتمد على الإيراد الذي يصنعه النشاط التجاري، بدأت إدارته إستراتيجيتها بإنشاء ملعب جديد افتتح عام 2011، يتسع ل41 ألف مقعد تكاد تكون ممتلئة في جميع المباريات، بدلاً من الملعب القديم الذي لايحضر إلى مدرجاته أكثر 21 ألف مشجع على الرغم من أن سعته تتجاوز 62 ألف مقعد، وبهذه الخطوة تضاعفت إيرادات «اليوفي» من دخل يوم المباراة فقط من عشرة ملايين يورو إلى 40 مليون يورو سنوياً. ولأن الإستراتيجية كانت شاملة وبها خطط قصيرة المدى كإنشاء الملعب الجديد وخطط بعيدة المدى كتطوير الهوية العامة للنادي بما فيها شعاره الذي تم تغييره بداية عام 2017 على الرغم من المعارضة الكبيرة التي واجهتها الإدارة من مشجعي النادي. إلا ان إدارة يوفنتوس لديها رؤية واضحة وهدف أوضح وهو دخول عالم «البزنس» من أوسع أبوابه، ولعل تغيير الشعار أكبر دليل على رغبة الإدارة في تطوير الهوية العامة للنادي حتى يتجاوز الجانب الرياضي إلى عالم «البزنس»، وكانت البداية بإنشاء قرية النادي التي لم تكتمل بعد، وتحيط بالملعب الحالي وبها مطاعم ومقاه وأسواق وفندق وكلية دراسية ومركز طبي. وبعد فترة ليست بالطويلة سنشاهد شعار «اليوفي» الجديد في كل مكان إذ سيكون هناك سلسلة فنادق، وسلسلة تعليمية وطبية إضافة الى أن كثيراً من المنتجات ستباع في الأسواق تحت شعار «اليوفي الجديد» وسينافس شعاره الحديث جميع الماركات العالمية المعروفة. ختاماً عندما يكون لديك إدارة واعية تتعلم من أخطاء الماضي وتدرس الوضع الحاضر حتى تخطط للمستقبل، فثق أن النجاح في تحقيق الأهداف سيكون هو النتيجة الحتمية لهذا العمل، لذلك نقول انتظروا شعار «اليوفي» الجديد فسيكون في كل مكان خلال عام أو عامين بالكثير. Your browser does not support the video tag.