كان للقاءات اليوم الأول لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد وقع كبير في الإعلام الأميركي وعند صناع القرار حيث سعى كبار المشرعين الأميركيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إلى الجلوس مع ولي العهد والاستماع لرؤيته الجديدة التي ترسم ملامح جديدة للمملكة العربية السعودية والمنطقة. وشملت اجتماعات اليوم الأول لقاءات مع كبير مستشاري ترمب والمسؤول عن ملف السلام في الشرق الأوسط جاريد كوشنير، إضافة إلى مساعد الرئيس الأميركي الخاص للمفاوضات الدولية جيسون جرين بلات، وزعيم الكونغرس باول راين، لنقاش خطط السلام المستقبلية. وحضر الاجتماعات مع ولي العهد، سفير خادم الحرمين الشريفين في واشنطن، الأمير خالد بن سلمان ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مساعد العيبان ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير. وتم مناقشة المسألة الفلسطينية خلال الاجتماعات وبحث سبل تحقيق السلام في الشرق الأوسط وضرورة إيجاد حل سلمي ودائم للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. كما اجتمع ولي العهد في مقر إقامته في واشنطن مع أعضاء من مجلس الشيوخ الأميركي الذي صوت يوم أمس للمضي قدماً في دعم التحالف العربي في اليمن وممن التقاهم الأمير، دان سوليفان وجو مانتشن و ليندزي جراهام وتوم كوتون وكلهم أصحاب أصوات حازمة مع إيران. وتطرقت اللقاءات لسبل الحد من النفوذ الإيراني وتدخلاتها العبثية في المنطقة ودعمها للإرهاب، كما ناقش الطرفان رؤية 2030 والشراكة التاريخية المستمرة بين البلدين والتنسيق لمكافحة التطرف. وفي تصريحات خاصة ل"الرياض" من مسؤول في الخارجية الأميركية قال: "أهم ثمار هذه الزيارة بالإضافة إلى المكتسبات الاقتصادية للبلدين، سيكون تشكيل تحالف أميركي - سعودي - إماراتي سيعقد اجتماعات على مستوى مسؤولي الأمن القومي مرة واحدة شهرياً للتنسيق حول أهم القضايا المهمة والاستراتيجية بما في ذلك التعاون الأميركي - السعودي لتحقيق الاستقرار في جنوب آسيا ومجابهة نفوذ إيران والحرب في اليمن" وأضاف " لقد بدأت معالم مستقبل الاتفاق النووي بالاتضاح بعد لقاء ترمب وولي العهد الثلاثاء، حيث تكثر التوقعات بأن الاتفاق سيتم إلغاؤه أو محاربته بشكل يدفع إيران للانسحاب من الاتفاق "وأشار ترمب أثناء لقائه بولي العهد للصحفيين بأن "إيران لم تتعامل مع ذلك الجزء من العالم بالطريقة المناسبة" مضيفاً "الكثير من الأشياء السيئة تحدث في إيران" ومن المنتظر أن يقول ترمب كلمته الأخيرة حول الاتفاق النووي الايراني في يوم ال12 من مايو-أيار المقبل.. ومن المقرر أن يلتقي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الأربعاء في واشنطن المزيد من المسؤولين الأميركيين من وزارة الخزانة الأميركية ووزارة التجارة والدفاع. وقال السيد فهد ناظر، مستشار المجلس العربي - الأميركي في واشنطن ل"الرياض": طول فترة إقامة ولي العهد محمد بن سلمان بالإضافة إلى خطة سيره الواسعة دليل على الأهمية التي توليها القيادة السعودية للعلاقات مع الولاياتالمتحدة. في الوقت نفسه، فإن حقيقة استضافة الرئيس ترمب لولي العهد محمد في البيت الأبيض، يشكل خروج عن البروتوكول، ويوحي بفهم الإدارة للدور المركزي الذي يلعبه الأمير محمد بن سلمان في المملكة وأهمية السعودية في العالمين العربي والإسلامي. وفي سياق متصل قال فهد ناظر: العلاقات السعودية الأميركية طويلة الأمد واستمرت في التوسع والعمق على العديد من الجبهات. مضيفاً: ليس هناك شك في أن المملكة تعتبر علاقاتها مع الولاياتالمتحدة الأكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية بسبب طولها وعمقها واتساعها، وأعتقد أن الولاياتالمتحدة تقدر دور تعزيز الاستقرار الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في أسواق الطاقة العالمية، وكذلك دورها القيادي الحيوي في العالم الإسلامي والعربي. وأردف قائلاً: "أعتقد أن الاجتماعات التي أجراها ولي العهد أمس مع الرئيس وقيادات الكونجرس من كلا الحزبين قد حققت أهدافها وظهرت نتائجها الإيجابية بسرعة ومن الواضح أنه يوجد الكثير من التقارب الإيجابي الذي سيحدث مستقبلاً. Your browser does not support the video tag.